ذُكِر فيه جوازُ أن يأكل الرَّجلُ مع المرأة الأجنبية، على مائدةٍ واحدةٍ.
اللفظ / العبارة'
ذُكِر فيه جوازُ أن يأكل الرَّجلُ مع المرأة الأجنبية، على مائدةٍ واحدةٍ.
متعلق اللفظ
مسائل حديثية
الحكم الشرعي
لا يصح
القسم
المناهي العملية
Content
سُئلتُ عن حديثٍ: ذُكِر فيه جوازُ أن يأكل الرَّجلُ مع المرأة الأجنبية، على مائدةٍ واحدةٍ.
• قلتُ: لعلَّ السَّائلَ يقصد حديث أُمِّ الدَّرداء ..
قالت: أَتَانِي سلمانُ الفارسيُّ، يُسَلِّم عليَّ، وعليه عباءةٌ قَطوَانِيَّةٌ، مُرتَديًا بها، فطَرَحتُ له وِسادةً، فلم يُرِدْهَا، ولفَّ عباءَتَه، فجَلَسَ عليها، وقال:"بِحَسْبكِ! ما بلَّغَكِ المحلُّ، ثُمَّ حَمِد الله ساعةً، وكبَّرَ، وصلَّى على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قال: "أين صاحِبُك؟ "، يعني أبا الدَّرداء، فقلتُ: "هو في المسجد"، فانطَلَقَ إليه، ثُمَّ أَقبَلَا جميعًا، وقد اشترَى أبو الدَّرداء لحمًا بدرهمٍ، فهُو في يده مُعلَّقةٌ، فقال: "يا أُمَّ الدَّرداء! اخبِزي، واطبُخي"، ففَعَلنَا، ثُمَّ أتينا سلمانَ بالطَّعام، فقال أبو الدَّرداء: "كُل مع أُمِّ الدَّرداء، فإنِّي صائمٌ"، فقال سَلمانُ: "لا آكُلُ حتَّى تأكلَ"، فأفطر أبو الدَّرداء، وأَكَل معه، فلمَّا كانت السَّاعةُ التي يقوم فيها أبو الدَّرداء، ذَهَبٌ ليقوم، فأجلَسَه سلمانُ، فقال أبو الدَّرداء: "أتَنهانِي عن عِبادة ربِّي؟! "، قال سَلمانُ: "إنَّ لِعَينِكَ عليك حقًّا، وإنَّ لأهلِكَ عليك نصيبًا"، فمَنَعَهُ، حتَّى إذا كان في وجه الصُّبح، قاما، فرَكَعَا ركْعاتٍ، وأَوْتَرا، ثُمَّ خَرَجا إلى صلاة الصُّبح، فذُكَر أمرُهما للنَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مَا لِسَلمانَ! ثَكِلَتهُ أُمُّه! لقد أُشبعَ مِن العِلم".ص:64.
أَخرَجَهُ الطَّبَرانيُّ في "الأوسط"(٧٦٣٧) قال: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ المَرْزُبَان الأَدَمِيُّ، نا الحَسَنُ بنُ جَبَلة، نا سعدُ بنُ الصَّلت، عن الأعمش، عن شِمْر بن عَطِيَّة، عن شهر بن حَوْشبٍ، عن أُمِّ الدَّرداء به.
قال الطَّبَرانيُّ:"لم يَروِ هذا الحديثَ عن الأعمش إلَّا سعدُ بنُ الصَّلْت، تفرَّد به الحسَنُ بنُ جَبَلة".
• قلتُ: وهذا حديثٌ مُنكَرٌ؛ وشيخُ الطَّبَرانيِّ، وشيخُه: لَم أَعرِفهُما، وأعلَّ الهَيثَمِيُّ في "المَجمَع"(٩/ ٣٤٣ - ٣٤٤) الحديثَ بالثَّاني مِنهُما، قال:"والحسَنُ بنُ جَبَلة لم أعرفه".
وسعدُ بنُ الصَّلْت له مَنَاكِيرُ عن الأعمش.
وقد ثَبَت الحديثُ بسياقٍ مُقارِبٍ، وليس فيه هذه الزِّيادةُ المُنكَرة.
فأخرَجَه البُخاريُّ في "كتاب الصَّوم"(٤/ ٢٠٩)، وفي "أدب الصَّحيح"(١٠/ ٥٣٤)، والتِّرمذيُّ (٢٤١٣)، وابنُ خُزَيمَة (٢١٤٤)، وأبو يَعلَى (٨٩٨)، وابنُ حِبَّان (٣٢٠)، والدَّارَقُطنِيُّ (٢/ ١٧٦)، والطَّبَرانيُّ في "الكبير"(ج ٢٢/ رقم ٢٨٥)، والبيهقِيُّ (٤/ ٢٧٦)، وأبو نُعيمٍ في "الحِلية"(١/ ١٨٨) عن أبي جُحيفَة، قال: آخَى رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين سَلمانَ، وأبي الدَّرداء، فرأى أُمَّ الدَّرداء مُتبَذِّلَةً، فقال لها:"ما شَأنُكِ؟! "، قالت:"أَخُوك أبو الدَّرداء، ليس له حاجةٌ في الدُّنيا"، فجاء أبو الدَّرداء، فصَنَع له طعامًا، فقال له:"كُل! "، فقال:"إنِّي صائمٌ"، قال:"ما أنا بآكلٍ حتَّى تأكُلَ"، - قال: - فأَكَلَ، فلمَّا كان اللَّيلُ، ذَهَبَ أبو الدَّرداء يقُومُ، قال:"نَمْ! "، فلمَّا كان مَعَهُ آخرَ اللَّيل،ص:65.
قال سَلمانُ:"قُم الآن"، فصَلَّيَا، فقال له سَلمانُ:"إِن لِرَبِّك عليك حقًّا، ولنَفسِك عليك حقًّا، ولأهلِكَ عليكَ حقًّا، فأَعطِ كُلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ"، فأتى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك لَهُ، فقال له النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "صَدَقَ سَلمانُ".
وأخرَجَهُ ابنُ سعدٍ في "الطَّبَقات"(٤/ ٨٥) بنحوِه ببعض اختصارٍ، وفيه قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "عُوَيمِرُ! سَلمانُ أعلَمُ منك! ".