سُئلتُ عن حديث: "إِذا فَعَلَت أُمَّتِي خَمسَ عَشرَةَ خَصلَةً، حَلَّ بِهَا البَلَاءُ

سُئلتُ عن حديث: "إِذا فَعَلَت أُمَّتِي خَمسَ عَشرَةَ خَصلَةً، حَلَّ بِهَا البَلَاءُ

اللفظ / العبارة' سُئلتُ عن حديث: "إِذا فَعَلَت أُمَّتِي خَمسَ عَشرَةَ خَصلَةً، حَلَّ بِهَا البَلَاءُ
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي باطل
القسم المناهي العملية
Content

 سُئلتُ عن حديث: "إِذا فَعَلَت أُمَّتِي خَمسَ عَشرَةَ خَصلَةً، حَلَّ بِهَا البَلَاءُ"، قالوا: "وما هُنَّ، يا رسُول الله؟ "، قال: "إِذَا كانَ المَغنَمُ دُوَلًا، والأَمَانَةُ مَغنَمًا، وَالزَّكاةُ مَغرَمًا، وأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوجَتَةُ وَعَقَّ أُمَّه، وَبَرَّ صَدِيقَهُ وَجَفَا أبَاهُ، وَارتَفَعَت الأَصوَاتُ فِي المَسَاجِدِ، وَكانَ زَعِيمُ القَومِ أَرذَلَهُم، وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ، وَشُرِبَتِ الخُمُورُ، وَلُبسَ الحَرِيرُ، وَاتُّخِذَتِ القِينَاتُ والمَعَازِفُ، وَلَعَنَ آخِرُ هَذه الأمَّةِ أَوَّلَهَا، فَلْيرَتَقِبُوا عِندَ ذَلِكَ رِيحًا حَمرَاءَ، أَو خَسفًا وَمَسخًا".

• قلتُ: هذا حديثٌ باطلٌ، كما قال الدَّارقُطنِيُّ.

أخرَجَهُ التِّرمذِيُّ (٢٢١٠)، ومِن طريقه ابنُ الجَوزِيِّ في "الواهيات" (٢/ ٣٦٧) قال: حدَّثَنا صالحُ بنُ عبد الله التِّرمذِيُّ ..

وابنُ حِبَّان في "المجروحين" (٢/ ٢٠٧) من طريق قُتَيبَة بن سعيدٍ، والرَّبيع بن ثعلبٍ ..

والخَطِيبُ في "تاريخ بغداد" (٣/ ١٥٨) من طريق مُحمَّد بن الفَرَج بن فَضَالة ..

والشَّجَرِيُّ في "الأمالي" (٢/ ٢٥٤ - ٢٥٥، ٢٦٥، ٢٦٨) مِن طريق إبراهيم بن عليٍّ البَزَّارِ، وعبد الرَّحمن بن وَاقدٍ، والرَّبيع بن ثعلبٍ،ص:87.

قالوا: ثنا الفَرَجُ بنُ فَضَالة، عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاريِّ، عن مُحمَّد بن عُمَر بن عليٍّ، عن عليِّ بن أبي طالبِ، عن رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قال التِّرمذيُّ: "هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفُهُ من حديث عليِّ بن أبي طالبٍ إلَّا من هذا الوجه، ولا نَعلَمُ أحدًا رواه عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاريِّ، غيرَ الفَرَج بن فَضَالَة، والفَرَجُ بنُ فَضَالَة قد تَكلَّم فيه بعضُ أهل الحديث، وضعَّفَه من قِبَل حِفظه".

وقال ابنُ حِبَّان: "فرَجُ بنُ فَضَالة كان مِمَّن يَقلِب الأسانيد، ويُلزِقُ المُتُونَ الواهيةَ بالأسانيد الصَّحيحة، لا يَحِلُّ الاحتجاجُ به".

وقال أحمد بن حنبلٍ: "حديثُه عن يحيى بن سعيدٍ مُضطرِبٌ"، وكذلك قال ابنُ مَهدِيٍّ، والبُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، وآخرون، ضَعَّفُوه في روايته عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاريِّ، وهذا الحديث مِنها.

وسُئل الدَّارَقُطنِيُّ عن هذا الحديث، فقال: "هذا باطلٌ"، فقال له البَرقَانِيُّ: "مِن جِهَة فرَجٍ؟ "، قال: "نعم".

وأبدى ابنُ الجَوزِيِّ عِلَّةً أُخرى، فقال: "مُحمَّدُ بنُ عليٍّ لَم يَرَ عليَّ بن أبي طالبٍ".

وله شاهدٌ مِن حديث أبي هُريرة.

أخرَجَهُ التِّرمذيُّ (٢٢١١) قال: حدَّثَنا عليُّ بنُ حُجْرٍ، قال: حدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ يزيدَ الواسِطِيُّ، عن المُستلِم بن سعيدٍ، عن رُمَيحٍ الجُذَامِيِّ، عن أبي هُريرَةَ، قال: قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا اتُّخِذَ الفَيءُ دُوَلًا،ص:89.

والأمانةُ مَغنَمًا، والزَّكاةُ مَغرَمًا، وتُعُلِّم لغير الدِّين، وأطاع الرَّجُلُ امرأتَهُ وعقَّ أُمَّهُ، وأدنَى صديقَهُ وأقصَى أباه، وظهرت الأصواتُ في المساجد، وساد القبيلةَ فاسِقُهُم، وكان زعيمَ القوم أرذلُهُم، وأُكرِم الرَّجُلُ مَخافة شَرِّه، وظهرت القيناتُ والمعازفُ، وشُربت الخُمور، ولَعَنَ آخِرُ هذه الأمَّةِ أوَّلهَا، فليَرتَقِبُوا عند ذلك ريحًا حمراءَ، وزلزَلَةً، وخَسفًا، ومَسخًا، وقَذفًا، وآياتٍ تتابعُ كنظامٍ بالٍ قُطع سِلكُهُ فتتابع".

وأخرَجَهُ الدَّارَقُطنِيُّ في "الأفراد" - كما في "أطراف الغرائب(٥٠٢٠) -، من طريق عَمرِو بن شمرٍ، عن جابر بن يزيد الجُعفِيِّ، عن رُمَيحٍ الجُذامِيِّ بهذا. وقال: "تفرَّد به عمرُو بنُ شِمرٍ، عن جابرٍ".

• قلتُ: وابنُ شِمرٍ هالكٌ. وجابرٌ الجُعفِيُّ واهٍ.

قال التِّرمِذِيُّ: "حديثٌ غريبٌ يعني: ضعيفٌ؛ وآفَتُه رُمَيحٌ الجُذَامِيُّ؛ مجهولٌ، كما قال ابنُ القَطَّان، والذَّهَبيُّ، وابن حَجَر.

وأمَّا قولُه: "إذا كان المَغنَم دُولًا فالمقصود: إذا كان مالُ الفَيءِ يُتَدَاوَلُ بين الأغنياء وأصحابِ المناصب، ويُؤخَذ غَلَبةً وأَثَرَةً، كما يَصنَعُ أهلُ الجاهِلِيَّة، فيكون لقومٍ، دُون قومٍ، ويُحرَمُهُ الفقراءُ.

و "دُولًا" يكون بضم الدَّال، وكسرها، كما قال تعالى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ} [الحشر: ٧].

والله أعلم.

كتاب إسعاف اللبيث،ج:3،ص:89.

Loading...