- سُئلتُ عن حديث:"مَن كَانَ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ".
• قلتُ: هذا حديثٌ ضعيفٌ.
أخرَجَهُ ابنُ ماجَهْ (٨٥٥)، وعَبدُ بن حُميدٍ في "المُنتخَب"(١٠٥٠)، والطَّحَاوِيُّ في "شرح المعاني"(١/ ٢١٧)، والدَّارَقُطنِيُّ (١/ ٣٣١)، وابنُ عَدِيٍّ في "الكامل"(٢/ ٥٤٢)، وأبو نُعيمٍ في "الحِلية"(٧/ ٣٣٤)، والبَيهَقِيُّ في "جزء القراءة"(٣٤٤، ٣٩٥)، وابنُ الجَوزِيِّ في "التَّحقيق"(٤٧٢) من طرقٍ عن الحَسَن بن صالحٍ، عن جابرٍ الجُعفِيِّ، عن أبي الزُّبَير، عن جابرٍ مرفُوعًا.
وأخرجه أحمدُ (٣/ ٣٣٩) قال: حدَّثَنا أسودُ بنُ عامرٍ، أخبَرَنا الحسنُ بنُ صالحٍ، عن أبي الزُّبَير، عن جابر مرفُوعًا.
فسقط ذِكرُ "جابرٍ الجُعفِيِّ" شيخِ الحسن بن صالحٍ.
وقد رأيتُ الحديثَ عند الدَّارَقُطنِيِّ (١/ ٣٣١) عن مُحمَّد بن أشكابَ، عن شَاذانَ - وهو الأسودُ بن عامرٍ -، عن الحَسَن بن صالحٍ، عن جابرٍ الجُعفِيِّ، عن أبي الزُّبَير.
وذِكرُه ثابتٌ في "التَّحقيق" لابن الجَوزِيِّ. وقد رواه من طريق أحمدَ.
ثُمَّ راجعتُ "إتحافَ المَهَرة"(٣/ ٣٦٣) في مُسنَد جابرٍ، فوجدتُه عَقَدَ ترجمةً لـ "جابرٍ الجُعفِيِّ، عن أبي الزُّبَير"، وذكر الحديثَ، وعزاه لأحمدَ، والطَّحاوِيِّ، والدَّارَقُطنيِّ. لكنَّه لم يَذكُر إسناد أحمدَ. ولم يَعقِد ترجمةً لـ "الحسن بن صالحٍ، عن أبي الزُّبَير". فهذا يدُلُّ - والله أعلم - على سُقوط ذِكر جابرٍ الجُعفِيِّ من النُّسخة المطبُوعة من "مُسنَد أحمد".
لكنِّي رأيتُ الحديثَ عند ابن أبي شَيبَة (١/ ٣٧٧) قال: حدَّثَنا مالكُ بنُ إسماعيل، ثنا حَسَنُ بنُ صالحٍ، عن أبي الزُّبَير، عن جابرٍ.
فسقط ذِكرُ جابرٍ الجُعفِيِّ أيضًا.
ورأيتُ الدَّارَقُطنِيَّ رواه عن مُحمَّد بن أشكابَ، عن أبي غسَّانَ - وهو مالكُ بنُ إسماعيل -، عن الحَسَن بن صالحٍ، عن جابرٍ الجُعفِيِّ جهذا.
ونُسخةُ "المُصنَّف" فيها سقط وتحريفٌ. فالله أعلم.
والصَّحيحُ في هذا إثباتُ جابرٍ الجُعفِيِّ في الإسناد. وقد أثبَتَهُ أبو نُعيمٍ الفضلُ بنُ دُكَينٍ، وعُبيدُ الله بنُ مُوسَى، وأحمدُ بنُ عبد الله بن يُونُس، وسَلَمةُ بنُ عبد الملك.
وكذلك، شاذَانُ، وأبو غَسَّانَ، على اختلافٍ عليهما.
قال أبو نُعيمٍ:"مشهورٌ من حديث الحَسَن".
وأَعَلَّه البُخاريُّ في "جزء القراءة"(٢٣) بقوله: "ولا يُدرَى، أَسَمِعَ جابرٌ من أبي الزُّبَير؟ " انتهى.
وإسنَادُه ضعيفٌ جدًّا؛ ومع العِلَّة التي أبداها البُخاريُّ، فجابرٌ الجُعفِيُّ تالفٌ.ص:151.
قال ابنُ عبد البَرِّ في "التَّمهيد"(٤/ ٣٥٧ - شروح المُوطَّإِ): "وجابرٌ الجُعفِيُّ ضعيفُ الحديث، مذمومُ المَذهَب، لا يُحتَجُّ بمثله، وإن كان حافظًا".
ولكنَّه تُوبِع ..
تابعه ليثُ بنُ أبي سُليمٍ، فرواه عن أبي الزُّبير بسَنَدِه سواء.
أخرَجَهُ الطَّحَاوِيُّ (١/ ٢١٧)، والدَّارَقُطنِي (١/ ٣٣١) وابنُ عَدِي (٦/ ٢١٠٧)، وابنُ الأعرابيِّ في "مُعجَمه"(ج ٩/ ق ١٧٧/ ١)، والبَيهَقِيُّ (٢/ ١٦٠)، وفي "القراءة"(٣٤٣، ٣٤٥)، وابنُ الجوزيِّ في "التحقيق"(٤٧٣) من طريق إسحاق بن منصُورٍ، ويحيى بن أبي يُكيرٍ، كلاهُما عن الحَسَن بن صالحٍ، عن ليثٍ، وجابرٍ، معًا عن أبي الزُّبير به.
وقال البُخارِيُّ في "جُزء القراءة"(٢٢): "هذا خبر لم يَثبُت عند أهل العِلم من أهل الحِجَاز وأهلِ العِراق وغيرِهم؛ لإرساله وانقطاعه".
قال الدَّارَقُطنِيُّ في "السُّنَن": "جابرٌ وليثٌ ضعيفان"، وقال في "العِلل"(ج ٢/ ق ٦١/ ١): "لا يصحُّ رفعُه".
وقال ابنُ عَدِيٍّ:"وهذا معروفٌ بجابرٍ الجُعفيِّ، عن أبي الزُّبير، يرويه الحَسَن بن صالحٍ، عن ليثٍ وجابرٍ، فجَمَعَ بينَهُما".
وقال البَيهَقِيُّ:"جابرٌ الجُعفِيُّ، وليثُ بنُ أبي سليمٍ لا يُحتجُّ بهما، وكُلُّ من تابَعَهُما على ذلك أَضعَفُ مِنهُما، أو من أحدهما".
وقال ابنُ المنذر:"لا يثبت".
• قلت: وهذا ما كنتُ كتبتُه في "مجلَّة التَّوحيد"، ص:152.