سُئلتُ عن حديث:"أَبخَلُ النَّاسِ مَن بَخِلَ بِالسَّلَامِ".
• قلتُ: هذا حديثٌ ضعيفٌ، مُعلٌّ بالوقف.
أخرَجَهُ ابنُ نُجيدٍ في "أحاديثه"(ق ٤/ ١)، والبَيهَقِيُّ في "الشُّعَب"(٦/ ٤٢٩/ ٨٧٦٧) عن أحمد بن داود السِّمْنَانِيِّ ..
والطَّبَرانيُّ في "الأوسط"(٥٥٩١)، وفي "الدُّعاء"(٦٠)، وعبد الغَنِيِّ المَقدِسِيُّ في "الدُّعاء"(٢٠) عن مُحمَّد بن عبد الله الحَضرَمِيِّ ..
وأبو الشَّيخ في "الأمثال"(٢٤٧) قال: حدَّثَنا عبدانُ، قال ثلاثتهم: ثنا مَسرُوقُ بنُ المَرزُبَان، ثنا حفصُ بنُ غِيَاثٍ، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي عُثمان النَّهدِيِّ، عن أبي هُريرَة مرفُوعًا:"أَعجَزُ النَّاس مَن عَجَز في الدُّعاء، وأبخلُ النَّاس من بَخِل بالسَّلام".
قال الطَّبَرانيُّ:"لَم يَروِ هذا الحديثَ عن عاصمٍ إلَّا حفصٌ، تفرَّد به مسروقٌ، ولا يُروَى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلَّا بهذا الإسناد".
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ ومسروقُ بنُ المَرزُبَان، قال أبو حاتمٍ:"ليس بقويٍّ. يُكتَبُ حديثُه"، يعني في المُتابَعات، وقد عَلِمتَ أنَّهُ تفرَّد به، فلا يَنفَعُه توثيقُ ابنِ حِبَّان، ولا قولُ الذَّهبيِّ:"صدوقٌ"، وقد صرَّح الذَّهبيُّ في "الميزان" أنَّ تفرُّد الصَّدُوق يُعَدُّ مُنكَرًا.
فقولُ المُنذِرِيِّ في "التَّرغيب"(٣/ ٤٢٠): "إسنادٌ جيِّدٌ قويٌّ"، ليس بجيِّدٍ ولا قويٍّ.ص:224.
وممَّا يدلُّ على ذلك أنَّ البُخاريَّ رواه في "الأدب المُفرَد"(١٠٤٢) عن عليِّ بن مُسهِر ..
وأبو يَعلَى (٦٦٤٩ مكرر)، وعنه ابنُ حِبَّان (١٩٣٩ - موارد) عن إسماعيل بن زكريَّا، كلاهُما، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي عُثمان النَّهديِّ، عن أبي هُريرَة، قال: … فذَكَرَه موقُوفًا.
وهذا أولى بالصَّواب، قال الحافظ في "الفتح"(٩/ ٥٦٥): "هذا موقوفٌ صحيحٌ عن أبي هُريرَة".
(تنبيهٌ)
قال الشَّيخ فضلُ الله الجِيلَانِيُّ في "فضل الله الصَّمَد"(٢/ ٤٨٨): "أبو عُثمان الرَّاوِي عن أبي هُريرَة اثنان، الأوَّل: مُسلِمٌ الطُّنْبُذِيُّ، والآخرُ: عبدُ الرَّحمن بنُ مَلٍّ النَّهْدِيُّ، والأقرَبُ مِنهُما هو الطُّنْبُذِيُّ".
كذا قال! وليس بغريبٍ مِنهُ، والصَّوابُ أنَّهُ النَّهْدِيُّ بلا تَرَدُّدٍ.ص:225.