"مَن بَاتَ طاهرًا، بَاتَ في شِعَارِه مَلَكٌ، فلا يَستَيقِظُ من اللَّيل إلَّا قال المَلَك: اللَّهُمَّ! اغفِر لعبدِك، كمَا باتَ طاهِرًا".
اللفظ / العبارة'
"مَن بَاتَ طاهرًا، بَاتَ في شِعَارِه مَلَكٌ، فلا يَستَيقِظُ من اللَّيل إلَّا قال المَلَك: اللَّهُمَّ! اغفِر لعبدِك، كمَا باتَ طاهِرًا".
متعلق اللفظ
مسائل حديثية
الحكم الشرعي
ضعيف
القسم
المناهي العملية
Content
- سُئلتُ عن حديث:"مَن بَاتَ طاهرًا، بَاتَ في شِعَارِه مَلَكٌ، فلا يَستَيقِظُ من اللَّيل إلَّا قال المَلَك: اللَّهُمَّ! اغفِر لعبدِك، كمَا باتَ طاهِرًا".
• قلتُ: هذا حديثٌ ضعيفٌ.
أخرَجَهُ البَزَّار (٢٨٨ - زوائد) قال: حدَّثَنا وهب بن يَحيَى بن زِمَامَ القَيسِيُّ، ثنا مَيمُون بن زيدٍ، ثنا الحَسَن بن ذكوان، عن سُليمان الأحولِ، عن عطاءٍ، عن ابن عُمَر مرفوعًا فذَكَره.
ومَيمُون بن زيدٍ ليَّنَه أبو حاتمٍ.
ولكن تابَعَهُ ابنُ المُبارَك، فرواه عن الحَسَن بن ذكوان بهذا الإسناد.
أخرَجَه ابنُ حِبَّان (١٠٥١) من طريق أبي عاصمٍ أحمد بن جَوَّاسٍ الحنَفِيِّ، حدَّثَنا ابن المُبارَك بهذا.
وأحمدُ بنُ جوَّاسٍ أحَدُ شُيوخ مُسلِمٍ وأبي داوُد. وثَّقَهُ مُطَيَّنٌ وابن حِبَّان وأبو عليٍّ الغَسَّانِيُّ ومَسلَمَةُ بن قاسمٍ. وروى عنه مُحمَّد بن مُسلِمٍ بن وَارَة، وأحسن الثَّنَاء عليه.
وقد خالفه الحُسين بن الحسن المَرْوَزِيُّ - أَحَدُ الثِّقات، ومن أصحاب ابن المُبارَك -، فرَوَى هذا الحديث في "كتاب زُهد ابن المُبارَك"(١٢٤٤) قال: أخبَرَنا ابن المُبارَك، أخبَرَنا الحَسَن بن ذَكوَان، عن سُليمان الأحول، عن عطاءٍ، عن أبي هُريرَة مرفُوعًا.ص:300.
وأخرَجَهُ ابنُ عَدِيٍّ في "الكامل"(٢/ ٧٣٠) من طريق سُويد بن نصرٍ، والحَسَن بن عيسى بن مَاسَرجَسَ، قالا: ثنا ابن المُبارَك بهذا الإسناد.
وكذلك أخرَجَه الدَّارَقُطنِيُّ في "الأفراد" - كما في "أطراف الغرائب"(٥/ ٢٣٤) -، عن ابن المُبارَك بمثله.
فجعله هؤُلاء عن ابن المُبارَك، من مُسنَد أبي هُريرَة، بدل ابن عُمَر، وليس على واحدٍ من الرُّواة عن ابن المُبارَك عُهدةُ هذا الخلاف، ويدلُّ على ذلك أنَّ أحمد بن الجوَّاسِ رواه عن ابن المُبارَك، فجعله من مُسنَد أبي هُريرَة أيضًا، كما عند ابن عَدِيٍّ.
وقد قال الدَّارَقُطنِيُّ:"غريبٌ من حديث سُليمانَ الأحول، خالِ ابن أبي نَجِيحٍ عنه، تفرَّد به الحَسَن بن ذكوان، وعنه عبد الله بن المُبارَك".
وإنَّما تقع عُهدةُ هذا الاختلاف على الحَسَن بن ذكوان؛ فقد ضعَّفه أكثرُ النُّقَّاد: أحمدُ، وابن مَعِينٍ، وأبو حاتمٍ، والنَّسَائِيُّ، وابن المَدِينِيِّ، والدَّارَقُطنِيُّ، ومشَّاهُ ابنُ عَدِيٍّ. وكان يُدَلِّس، ولم يُصرِّح بتحديثٍ، ولذلك لم يُصِب الهَيثَمِيُّ، إذْ قال في "مَجمَع الزَّوائد"(١/ ٢٢٦): "أرجو أنَّه حَسَن الإسناد"، وقد رأيتَ ما فيه، لاسيَّما وقد وقَعَ اختلافٌ فيه على عطاء بن أبي رباحٍ.
فقد رواه سُليمانُ الأحولُ عنه مرَّةً عن ابن عُمَر، ومرَّةً عن أبي هُريرَة ..
ورواه العبَّاسُ بن عُتبَة، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن ابن عبَّاسٍ مرفُوعًا: "طَهِّرُوا هذه الأجسادَ، طهَّرَكُم اللهُ! فإنَّه ليس من عبدٍ يَبِيت طاهرًا، إلَّا بات معه في شِعاره ملَكٌ، لا يَنقَلِبُ ساعةً من اللَّيل إلَّا قال:ص:301.
اللَّهُم اغفر لعبدك، فإنَّه بات طاهرًا".
أخرَجَهُ الطَّبَرانيُّ في "الأوسط" (٥٠٨٧) قال: حدَّثَنا مُحمَّد بن العبَّاس المُؤدِّب، قال: نا عاصم بن عليٍّ، قال: نا إسماعيل بن عيَّاشٍ، عن العبَّاس بن عُتبة، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن ابن عبَّاسٍ مرفُوعًا.
وقال: "لم يَروِ هذا الحديثَ عن عطاء بن أبي رباحٍ إلَّا العبَّاس بن عُتبة، تفرَّد به إسماعيل بن عيَّاشٍ".
وجوَّد إسنادَه المُنذِرِيُّ في "التَّرغيب" (٨٦٨)، والحافظ في "الفتح" (١١/ ١٠٩)، وحسَّنَه الهَيثَمِيُّ في "المَجمَع" (١٠/ ١٢٨)! كذا قالوا، وقد علِمتَ ممَّا مضى من التَّخريج أنَّ هذا أحدُ أوجه الاختلاف في الحديث.
والعبَّاس بن عُتبة ذَكَرَه الذَّهبِيُّ في "الميزان" (٢/ ٣٨٤)، وقال: "عن عطاءٍ، لا يصحُّ حديثُه، وعنه إسماعيل بن عيَّاشٍ"، وذَكَر هذا الحديثَ، فظاهرٌ من هذه التَّرجمة أنَّه مجهولٌ، فكيف يُجوَّد إسنادُ حديثِه، مع ما فيه من الاختلاف؟!