"أَولِيَاءُ عليِّ ين أبي طالبٍ في الجَنَّة، ومُبغِضُوه في النَّار".

"أَولِيَاءُ عليِّ ين أبي طالبٍ في الجَنَّة، ومُبغِضُوه في النَّار".

اللفظ / العبارة' "أَولِيَاءُ عليِّ ين أبي طالبٍ في الجَنَّة، ومُبغِضُوه في النَّار".
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي باطل
القسم المناهي العملية
Content

- سُئلتُ عن حديث: "أَولِيَاءُ عليِّ ين أبي طالبٍ في الجَنَّة، ومُبغِضُوه في النَّار".

• قلتُ: هذا حديثٌ باطلٌ.

ولم أَقِف عليه بهذا اللَّفظ، ووقفتُ عليه بلفظ: "عليٌّ قسيمُ النَّار، يدخلُ أولياؤُه الجَنَّة، وأعداؤُه النَّار".

أخرَجَهُ الدَّارَقُطنِيُّ في "العِلل" (٦/ ٢٧٣) قال: حدَّثَنا الشَّافِعِيُّ أبو بكرٍ، قال: ثنا مُحمَّد بن عُمَر القَبَلِيُّ، قال: ثنا مُحمَّد بن هاشم الثَّقَفِيُّ، ثنا عُبيد الله بن مُوسَى، ثنا الأعمش، عن إبراهيم التَّيمِيِّ، عن أبيه، عن أبي ذَرٍّ، قال: قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: … فَذَكَره.

قال الدَّارَقُطنِيُّ: "وهذا الحديث باطلٌ بهذا الإسناد، ومَن دُون عُبيد الله ضعفاءُ، والقَبَلِيُّ ضعيفٌ جدًّا، وإنَّما روى هذا الحديثَ: الأعمشُ، عن مُوسَى بن طريفٍ، عن عَبَايَةَ، عن عليٍّ" انتهَى.

والقَبَلِيُّ هذا، ترجَمَهُ الخطيبُ في "تاريخه" (٣/ ٢٤)، وأورَدَ في ترجَمَتِهِ حديثًا مرفُوعًا مُنكَرًا جدًّا: "زوَّجَ اللهُ التَّوانِي بالكَسَلِ، فوُلِدَ بينَهُما الفاقَةُ"، ولذلك أورَدَهُ ابنُ الجَوزِيِّ في "الموضُوعات" (١٦٢٣).

• قلتُ: وحديثُ الأعمش الذي أشارَ إليه الدَّارَقُطنِيُّ:

أخرَجَه الفَسَوِيُّ في "المعرفة والتَّاريخ" (٢/ ٧٦٤) قال: حدَّثَنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا عليُّ بن مُسهِرٍ، عن الأعمش، عن مُوسَى بن طريفٍ، عن عليٍّ، قال: "أنا قسيمُ النَّار، إذا كان يومُ القيامة، قلتُ: هذا لك وهذا لي".

قال الفَسَوِيُّ: سمعتُ الحَسَن بن الرَّبيع، يقول: قال أبو مُعاوية: قُلنا للأعمش: "لا تُحدِّثْ بهذه الأحاديث! "، قال: "يسألُونَنِي، فما أصنع؟ رُبَّما سهوتُ، فإذا سأَلُوني عن شيءٍ من هذا فسهوتُ فذكِّرُوني"، - قال: - فكنتُ عنده يومًا، فجاء رجلٌ فسأله عن حديث: "أنا قسيم النَّار"، قال: فتَنَحنَحتُ، - قال: - فقال الأعمشُ: "هؤُلاء المُرجِئةُ لا يَدَعُون أحدًا يُحدِّث بفضائل عليٍّ، أخرِجُوهُم من المسجد حتَّى أُحدِّثكم".

ورَوَى هذا الأثرَ العُقيليُّ في "الضُّعفاء" (٤/ ١٥٨) من طريق سلَّامٍ الخيَّاط، عن مُوسَى بن طريفٍ، بهذا الإسناد.

ونَقَل عن عبد الله بن داوُد الخُرَيْبِيِّ، قال: كُنَّا عند الأعمش، فجاء يومًا وهو مُغضَبٌ، فقال: "أَلَا تعجَبُون من مُوسَى بن طريفٍ، يُحدِّث عن عَبَايَةَ، عن عليٍّ - رضي الله عنه - قال: أنا قسيم النَّار".

ورَوى أيضًا عن أبي بكرٍ بن عيَّاشٍ، رَوَى عن مُوسَى بن طريفٍ، أنَّه كان يَروِي مثل هذا الكلام يَسخَرُ به ممَّن يَعتَقِدُه.

فهذا يدلُّ على قلَّة مبالاةٍ.

ومُوسَى بنُ طريفٍ أحَد الهلكى، وكذَّبه بعضُ النُّقَّاد، ولا يَثبُت هذا الكلامُ، لا مرفُوعًا، ولا موقُوفًا، وقبَّح اللهُ المُفتَرِين.ص:334.

كتاب إسعاف اللبيث،ج:3،ص:335.

Loading...