سُئلتُ عن حديث: "مَن تَرَكَ شَعرَةً لم يُصِبها الماءُ مِنَ الجنابة فَعَل اللهُ به كذا وكذا".

سُئلتُ عن حديث: "مَن تَرَكَ شَعرَةً لم يُصِبها الماءُ مِنَ الجنابة فَعَل اللهُ به كذا وكذا".

اللفظ / العبارة' سُئلتُ عن حديث: "مَن تَرَكَ شَعرَةً لم يُصِبها الماءُ مِنَ الجنابة فَعَل اللهُ به كذا وكذا".
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي ضعيف
القسم المناهي العملية
المحتوى

 سُئلتُ عن حديث: "مَن تَرَكَ شَعرَةً لم يُصِبها الماءُ مِنَ الجنابة فَعَل اللهُ به كذا وكذا".

وذكر السَّائلُ أنَّه سمع بعض النَّاس يُصَحِّحُ رواية حمَّاد بن سَلَمة، عن عطاء بن السَّائب، ويقول: إنَّ حمَّادًا سَمِع من عطاءٍ قبل الاختلاط.

• قلتُ: هذا حديثٌ ضعيفٌ.

أخرَجَهُ أبو داوُد (٢٤٩)، وابنُ جَرِيرٍ في "تهذيب الآثار" (ص ٢٧٦ - ٢٧٧ رقم ٤٢ - مُسنَد عليٍّ) عن أبي سَلَمة مُوسَى بن إسماعيل ..

وابنُ ماجَهْ (٥٩٩) قال: حدَّثَنا أبو بكرٍ بنُ أبي شيبة - وهذا في "المُصنَّف" (١/ ١٠٠) -، قال: حدَّثَنا أسودُ بنُ عامرٍ ..

وأحمدُ (١/ ٩٤، ١٠١) قال: حدَّثَنا حَسَنُ بنُ مُوسَى، وعفَّان بن مُسلمٍ ..

وعبدُ الله بنُ أحمد في "زوائد المُسنَد" (١/ ١٣٣) قال: حدَّثَنا إبراهيم بن الحجَّاج، ومُحمَّد بن أبان بن عِمرانَ الوَاسِطِيُّ ..

والدَّارِمِيُّ (١/ ١٥٧) قال: أخبَرَنا مُحمَّد بن الفَضل ..

وابنُ جَرِيرٍ في "التَّهذيب" (ص ٢٧٦/ رقم ٤١) عن حجَّاج بن مِنهالٍ ..

وأبو نُعيمٍ (٤/ ٢٠٠) عن يحيى القَطَّان ..

والبَزَّار (٨١٣ - البحر) عن أبي الوليد الطَّيَالِسِيِّ ..

والبَيهَقِيُّ (١/ ١٧٥) عن عفَّان، وحجَّاجٍ، وعُبيد الله بن عُمَر ..

والطَّيَالسيُّ (١٧٥)، ومن طريقه أبو نُعيمٍ في "الحِلية" (٤/ ٢٠٠)، قالوا: ثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن عطاء بن السَّائب، عن زَاذَانَ، عن عليِّ بن أبي طالبٍ مرفُوعًا.

قال عليٌّ: "ولذلك عَادَيتُ شَعرِي - أو قال: رأسي -"، وكان يَجزُّ شَعرَه.

قال أبو نُعيمٍ: "هذا حديثٌ غريبٌ، تفرَّد به حمَّادٌ، عن عطاءٍ".

ولم يتفرَّد به، كما يأتي.

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لأنَّ عطاء بن السَّائب كان اختَلَط، وأجمع النُّقَّاد على أنَّ من سَمِع منه قبل الاختلاط فحديثُهُ صحيحٌ، كما قال أحمدُ وابن مَعِينٍ وأبو حاتمٍ والنَّسَائِيُّ والعِجلِيُّ، في آخَرِين. ومن سَمِع منه بعد الاختلاط فحديثُه ضعيفٌ. ومن لم يُتميَّز أَسَمِع منه قبل الاختلاط أَم بَعدَه فالتَّوقُّف في الاحتجاج بحديثه هو المتعيِّنُ المُناسِب للاحتياط.

وقد نصَّ جماعةٌ مِن أهل العلم، كابن مَعِينٍ وأبي داوُد والطَّحَاوِيِّ، أنَّ حمَّاد بن سَلَمة سَمِع عطاءً قبل الاختلاط، ولكن نَقَل العُقيليُّ في "الضُّعفاء" (٣/ ٣٩٩)"عن عليِّ بن المَدِينِيِّ، أنَّه قال ليحيى القطَّان: كان أبو عَوَانة حَمَل عن عطاء بن السَّائب قبل أن يَختَلِط؟ فقال يحيى القَطَّانُ: كان لا يَفصِل هذا من هذا، وكذلك حمَّاد بن سَلَمة".

وقال الحافظُ ابن حَجَرٍ في "التَّهذيب" (٧/ ٢٠٧): "فيَحصُل لنا من ص:346.

مجمُوع كلامِهِم أنَّ: "سُفيان الثَّوْريَّ، وشُعبةَ، وزُهيرَ، وزائدَة، وحمَّادَ بن زيدٍ، وأيُّوبَ" عنه: صحيحٌ. ومَن عَدَاهُم فيُتَوقَّف فيه، إلَّا حمَّاد بن سَلَمة، فاختَلَف قولُهم، والظَّاهرُ أنَّه سَمِع منه مرَّتين، مرَّةً مع أيُّوب، كما يُوحِي إليه كلامُ الدَّارَقُطنِيِّ، ومرَّةً بعد ذلك لمَّا دخل إليهم البصرةَ، وسَمِع منه جريرٌ وذَوُوْه" انتهَى.

وهذا التَّحقيق من الحافظ هو الصَّواب، مع أنَّه خالف ذلك في "التَّغليق(٣/ ٤٧٠)، وكذلك شيخُه العِرَاقِيُّ في "نُكتِه على ابن الصَّلاح(ص ٤٤٣).

وقد تُوبِع حمَّادُ بنُ سَلَمة ..

تابعه عبد العَزِيز بن أبي روَّادٍ، عن عطاء بن السَّائب بهذا الإسناد.

أخرَجَه الطَّبَرانيُّ في "الأوسط(٧٠٣٤)، وفي "الصَّغير(٩٨٧) قال: حدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ الأعجم الصَّنعَانِيُّ، ثنا حَرِيزُ بنُ المُسلِم - بالحاء المُهمَلة، ثُمَّ راءٍ، وآخرِهُ زايٌ مُعجَمةٌ -، ثنا عبدُ المَجِيد بنُ عبد العزيز بن أبي روَّادٍ، عن أبيه بهذا الإسناد.

قال الطَّبَرانيُّ: "لم يَروِ هذا الحديث عن عبد العزيز بن أبي رَوَّادٍ إلَّا ابنُه. تفرَّد به حَرِيزُ بن المُسلِم".

ورواهُ أيضًا شُعبةُ بنُ الحجَّاج، عن عطاء بن السَّائب بهذا. أخرَجَهُ ابنُ المُظَفَّر في "غرائب شُعبة(ق ٢٦/ ١)، كما ذَكَرَه مُحَقِّقُ كتاب "الكواكب النَّيِّرات" (ص ٣٣٠)، ولكنَّهُ لم يَذكُر إسنادَه إلى شُعبة.

ولكن نَقَل صاحبُ "الكواكب" عن يحيى القَطَّان، أنَّ شُعبة سَمِع من عطاءٍ، عن زَاذَانَ، حدِيثَين في الاختلاط، واستَظهَر المُحَقِّقُ أنَّ هذا أحدُهُما.

والصَّوابُ في هذا الحديث الوقفُ، كما رواه حمَّادُ بنُ زيدٍ، عن عطاء بنِ السَّائب بهذا الإسناد، على ما ذَكَره الدَّارَقُطنِيُّ في "العِلل" (٣/ ٢٠٨).

وحمَّادُ بنُ زيدٍ كان ممَّن سمِع من عطاء بن السَّائب قَبلَ الاختلاطِ، كما قال يَحيَى القطَّانُ، والبُخاريُّ، وغيرُهُما.

وأغرَبَ الحافظُ، فرجَّح في "التَّلخيص" (١/ ١٤٢) صِحَّةَ إسناد حديث حمَّاد بن سَلَمة، وبناه على أنَّ حمَّاد بن سلَمة سَمِع من عطاءٍ قَبل الاختلاط، وقد قدَّمنا الجَوابَ عن ذلك.

واللهُ أعلمُ.

كتاب إسعاف اللبيث،ج:3،ص:347.

Loading...