إِنَّ الغَيرَى لا تُبصِرُ أسفلَ الوادي مِن أعلاه".
اللفظ / العبارة'
إِنَّ الغَيرَى لا تُبصِرُ أسفلَ الوادي مِن أعلاه".
متعلق اللفظ
مسائل حديثية
الحكم الشرعي
منكر
القسم
المناهي العملية
Content
- سُئلتُ عن حديث:"إِنَّ الغَيرَى لا تُبصِرُ أسفلَ الوادي مِن أعلاه".
• قلتُ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ.
أخرَجَهُ أبو يَعلَى في "المُسنَد"(٤٦٧٠)، قال: حدَّثَنا الحَسَنُ بنُ عُمَر بن شقيقِ بن أسماءَ الجَرمِيُّ البَصرِيُّ، حدَّثَنا سَلَمَةُ بنُ الفَضل، عن مُحمَّد بن إِسحاق، عن يَحيَى بن عبَّاد بن عَبد الله بن الزُّبير، عن أبيه، عن عائشةَ، أنَّها قالت: كان مَتَاعي فيه خِفٌّ، وكان على جَمَلٍ ناجٍ، وكان مَتَاعُ صَفِيَّةَ فيه ثِقَلٌ، وكان على جَمَلٍ ثقالٍ بطيءٍ يتبطَّأُ بالرَّكب، فقال رسولُ اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "حَوِّلُوا متاع عائشة على جَمَلِ صَفِيَّة، وحَوِّلُوا متاع صَفِيَّة على جَمَلِ عائشة، حتَّى يمضيَ الرَّكبُ"، - قالت عائشةُ: - فلَّما رأيتُ ذلك قُلتُ:"يَالَعِبَادِ اللّه! غَلَبَتنَا هذه اليَهُودِيَّةُ على رسولِ الله! "، - قالت: - فقال رسولُ اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "يا أُمَّ عبد اللّه! إنَّ متاعَكِ كان فيه خِفٌّ، وكان متاعُ صَفِيَّة فيه ثقلٌ، فأبطأَ بالرَّكب، فحَوَّلنَا متاعَهَا على بعيرِك، وحَوَّلْنَا متاعكِ على بعيرها"، - قالت: - فقلتُ:"أَلستَ تَزعُم أنَّك رسول اللّه؟! "، - قالت: - فتبسَّم، وقال:"أَوَفِى شكٍّ أنتِ، يا أُمَّ عبد اللّه؟! " - قالت: - قُلتُ: أَلستَ تَزعُم أنَّك رسول الله؟! أَفَهَلَّا عَدَلتَ؟! "، وسمِعَني أبو بكرٍ، وكان فيه غَربٌ - أي: حِدَّةٌ -، فأقبل عليَّ، فلَطَم وَجهِي، فقال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "مَهلًا يا أبا بكرٍ! "، فقال:446.,
"يا رسُولَ اللّه! أَمَا سَمِعتَ ما قالت؟! "، فقال رسُولُ اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الغَيرى … " الحديث.
وأخرَجَهُ أبو الشَّيخ الأَصبَهَانِيُّ في "الأمثال"(٥٦) قال: حدَّثَنا إبراهيمُ بنُ مُحمَّد بن الحارث، حدَّثَنا حَسَنُ بنُ عُمَر بن شَقِيقٍ بهذا الإسناد بطُولِه.
وهذا سَنَدٌ ضعيفٌ، وسَلَمةُ بنُ الفَضْل ضعَّفه النَّسَائِيُّ وغيرُه، وقال البُخَارِيُّ:"في حديثه بعضُ المناكير"، ومشَّاه غيرُهم.
وابنُ إسحاق مُدَلِّسٌ، وقد عنعنه.
وفى المَتنِ نَكَارَةٌ ظاهرةٌ، مِن جهة قول عائشة:"أَلستَ تَزعُم أنَّك رسُول اللّه؟! ".
والحديثُ ضَعَّفه البُوصِيرِيُّ.
أمَّا الحافظ ابنُ حَجَرٍ، فقال في "الفتح"(٩/ ٣٢٥): "إسنادُهُ لا بأس به"، وقد عرَّفناك ما فيه من البأْس!ص:447.