مَا آمَنَ بِالقُرآنِ مَنِ استَحَلَّ مَحَارِمَهُ"

مَا آمَنَ بِالقُرآنِ مَنِ استَحَلَّ مَحَارِمَهُ"

اللفظ / العبارة' مَا آمَنَ بِالقُرآنِ مَنِ استَحَلَّ مَحَارِمَهُ"
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي ضعيف
القسم المناهي العملية
Content

- سُئلتُ عن حديث: "مَا آمَنَ بِالقُرآنِ مَنِ استَحَلَّ مَحَارِمَهُ".

• قلتُ: هذا حديثٌ ضعيفٌ".

أخرَجَهُ التِّرمذِيُّ (٢٩١٨)، وابنُ أبي شَيبَةَ (١٠/ ٥٣٧) مِن طريق وَكيعٍ، حدَّثَنَا أبو فَروَةَ يزيدُ بنُ سِنانَ، عن أبي المُبارَكِ، عن صُهيبٍ به.

قال التِّرمذِيُّ: "هذا حديثٌ ليس إسنادُهُ بِالقَوِيِّ. وقد خُولِف وكيعٌ في روايتِهِ".

ونَقَلَ المُنذِرِيُّ في "التَّرغيب(٢١١) عن التِّرمذِيِّ قولَهُ: "هذا حديثٌ غريبٌ ولم يَذكُر: "وقد خُولِف." …

• قلتُ: خَالفَهُ أبو خالدٍ الأَحَمرُ، فرواه عن يزيدَ بن سِنانَ، عن أبي المُبارَك، عن عطاءٍ، عن أبي سعيدٍ الخُدرِيِّ فذَكَرَهُ.

فجَعَلَ شيخَ أبِي المُبارَك "عطاءً"، ونَقَلَهُ إلى مُسنَد أبي سعيدٍ الخُدرِيِّ.

أخرَجَهُ ابنُ أبي شَيبَةَ (١٠/ ٥٣٧)، وعبدُ بنُ حُمَيدٍ في "المُنتَخَب(١٠٠٣)، والقُضَاعِيُّ في "مُسنَد الشهاب(٧٧٧).

وخالَفَهُمَا مُحمَّدُ بنُ يزيدَ بن سِنانَ، قال: سَمِعتُ أبي، يقولُ: سَمِعتُ عطاءً، يقُولُ: سَمِعتُ مُجاهِدًا، يقولُ: سَمِعتُ سعيدَ بنَ المُسَيِّبَ، يقولُ: سَمعتُ صُهيبًا، يقولُ: … فذَكَرَهُ.

أخرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ في "الكَبير(ج ٨/ رقم ٧٢٩٥)، وفي "الأَوسَط(ج ١/ ق ٢٦٥/ ١)، وأبو الشَّيخ في "الطَّبَقَات" (٤/ ٣٠٢)، وابنُ عَدِيٍّ،ص:479.

 في "الكامِل" (٧/ ٢٧٢٤)، والخَطِيبُ في "التَّاريخ" (٦/ ١٢٧)، وفي "التَّلخِيص" (٣٥٧/ ١)، والقُضَاعِيُّ في "مُسنَد الشِّهاب" (٧٧٥، ٧٧٦، ٧٧٨)، والرَّافِعِيُّ في "أخبار قَزوِينَ" (٢/ ٣٦٨)، والشَّجَرِيُّ في "الأَمَالِي" (١/ ١١٤ - ١١٥).

قال الطَّبَرَانِيُّ: "لا يُروَى هذا الحديثُ إلَّا بهذا الإِسنَادِ. تَفَرَّدَ به مُحمَّدُ بنُ يزيدَ بن سِنانَ".

قال التِّرمِذِيُّ، بعد أن أَشارَ إلى هذه الرِّواية: "ولا يُتابَعُ مُحمَّدُ بنُ يزيدَ على روايته. وهو ضَعِيفٌ … - قال: - وقال مُحُمَّدٌ - يعني: البُخَارِيَّ -: أبو فَروَةَ يزيدُ بنُ سِنانَ الرُّهَاوِيُّ ليس بحديثِهِ بأسٌ، إلَّا روايةُ ابنِهِ مُحَمَّدٍ، عنه؛ فإنَّه يَروِي عنه مَناكِيرَ" ا. هـ.

وقال ابنُ عَدِيٍّ: "هذه الرِّوايةُ غيرُ محفُوظَةٍ".

ولكن له طريق آخرُ أَصلَحُ من هذا ..

فأخرَجَهُ الدُّولَابِيُّ في "الكُنَى" (٢/ ٦٩) من طريق النَّسَائِيِّ، قال: أخبَرَنِي أحمدُ بنُ سَعِيدٍ، قال: حدَّثَنَا صَدَقَةُ بنُ سابِقٍ، قال: حدَّثَنا مُفَضَّلٌ أبو عبد الرَّحمن، عن مُجاهِدٍ، عن سعيد بن المُسَيَّبِ، قال: سمعتُ صُهَيبًا … فذَكَرَ مرفُوعًا.

• قلتُ: وهذا سَنَدٌ رجالُهُ ثقاتٌ، غيرُ صدَقَةَ بن سابِقٍ الكُوفِيِّ، فتَرجَمَهُ البُخَارِيُّ (٢/ ٢/ ٢٩٨)، وابنُ حاتِمٍ (٢/ ١/ ٤٣٤)، ولم يَذكُرَا فيه جُرحًا ولا تعدِيلًا. وذَكَرَ ابنُ حِبَّان في "الثِّقات" (٨/ ٣٢٠).

أمَّا رواية أبي خالدٍ الأَحمرِ فغَيرُ محفُوظَةٍ أيضًا، كما قال ابنُ عَدِيٍّ.ص:479.

ولعلَّ هذا الاضطرابَ مِن يَزيدَ بن سِنانَ، فقد ضَعَّفَهُ أحمدُ، وابنُ المَدِينِيِّ، وأبو داوُد، والدَّارَقُطنِيُّ. وقال ابنُ مَعِينٍ: "ليس حديثُهُ بشيءٍ". وقال أبو حاتِمٍ: "مَحِلُّهُ الصِّدقُ، وكان الغالبُ عليه الغَفلَةَ".

وأمَّا رِوايَةُ وكيعٍ فلا تَصِحُّ أيضًا؛ وأبو المُبارَك رجُلٌ مجهُولٌ، كما قال التِّرمِذِيُّ.

فلا يَصِحُّ هذا الحديثُ بوجهٍ من الوُجُوه.

واللهُ أَعلَمُ.

كتاب إسعاف اللبيث،ج:3،ص:480.

 



Loading...