مَن جَمَع بَينَ صَلَاتَينِ مِن غَيرِ عُذرٍ فَقَد أَتَى بَابًا مِن أَبوَابِ الكَبائِرِ

مَن جَمَع بَينَ صَلَاتَينِ مِن غَيرِ عُذرٍ فَقَد أَتَى بَابًا مِن أَبوَابِ الكَبائِرِ

اللفظ / العبارة' مَن جَمَع بَينَ صَلَاتَينِ مِن غَيرِ عُذرٍ فَقَد أَتَى بَابًا مِن أَبوَابِ الكَبائِرِ
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي منكر
القسم المناهي العملية
Content

 سُئِلتُ عن حديث: "مَن جَمَع بَينَ صَلَاتَينِ مِن غَيرِ عُذرٍ فَقَد أَتَى بَابًا مِن أَبوَابِ الكَبائِرِ".

• قلتُ: هذا حديث مُنكَرٌ.

أخرَجَهُ التِّرمِذِيُّ (١٨٨) قال: حدَّثَنا أبو سَلَمَة يحيى بنُ خَلَفٍ البَصريُّ ..

وأبُو يَعلَى (٢٧١٥) قال: حدَّثَنا عُبيدُ الله بنُ عُمرَ ..

والبزَّارُ (١٣٥٦ - كشف) قالا: حدَّثَنا عمرُو بنُ عليٍّ ..

والبَيهَقِيُّ (٣/ ١٦٩)، والدَّارَقُطنِيُّ (١/ ٣٩٥) عن يعقوبَ بن إبراهيمَ ..

والحاكمُ (١/ ٢٧٥) عن بَكرِ بن خَلَفٍ، وسُوَيدِ بن سعيدٍ ..

وابنُ أبي حاتِمٍ في "تفسيره" - كما في "ابن كَثيرٍ" (٢/ ٢٤٢ - طبع الشَّعب) -، والبَيهَقِيُّ (٣/ ١٦٩)، والخطيبُ في "المُوضِح" (٢/ ٣٤) عن نُعَيم بن حمَّادٍ .. والطَّبَرانِيُّ في "الكبير" (ج ١١/ رقم ١١٥٤٠) عن عارمٍ أبي النُّعمان .. وابنُ حِبَّانَ في "المَجروحِينَ" (١/ ٢٤٣) عن ابن أبي السَّرِيِّ، قالُوا: ثنا مُعتَمِرُ بن سُليمان، عن أبيه، عن حنش - هو: حُسَينُ بنُ قيسٍ الرَّحْبِيَّ -، عن عِكرِمَةَ، عن ابن عبَّاسٍ مرفُوعًا فذَكَرَه.ص:484.

وفي لفظٍ: "جَمعٌ بين صَلاتين … الخ".

ورواه عبدُ الحكِيم بنُ منصُورٍ، عن حُسَين بن قيسٍ بهذا الإسناد.

أخرَجَهُ ابنُ الجَوزِيِّ في "الموضوعات" (٢/ ١٠١) مِن طريق ابن شاهين، قال: حدَّثَنا مُحمَّدُ بن عليِّ بن مُحَمَّدٍ الواسِطِيُّ، قال: حدَّثَنا عمَّارُ بن خالدٍ التَّمَّارُ، قال: حدَّثنا عبدُ الحكيمِ بنُ منصُورٍ بهذا.

زاد أبُو يَعلَى: "وَمَن كتَمَ الشَّهادَةَ اجتاح بها مالَ امرئٍ مُسلمٍ، أو سَفَكَ بها دَمَهُ، فقد أوجَبَ النَّار".

وهذه الزِّيادةُ عند الطَّبرانِيِّ في "الكبير" (ج ١١/ رقم ١١٥٤١).

وزاد البزَّارُ على هذا: "وَمَن شَرِبَ شَرابًا حتَّى يَذهَب عقلُهُ الذي رزقه اللهُ، فقد أتَى بابًا من أبواب الكبائر".

قال التِّرمذِيُّ: "وحَنَشٌ هذا هو أبو عليٍّ الرَّحْبِيُّ، وهو حُسَينُ بنُ قيسٍ، وهو ضعيفٌ عند أهل الحديث، ضعَّفَهُ أحمدُ وغيرُهُ. والعَمَلُ على هذا عند أهل العِلم، أنَّهُ لا يُجمَعُ بين الصَّلاتَين إلَّا في السَّفر أو بعَرفَةَ".

وقال الدَّارَقُطنِيُّ: "وحَنَشٌ هذا أبو عليٍّ الرَّحْبيُّ: متروكٌ".

وقال البزَّارُ: "لا نَعلَمُهُ عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلَّا بهذا الإسنادِ. وحنشٌ هو ابنُ قيسٍ الرَّحبيُّ. رَوَى عنه التَّيمِيُّ، وخالدُ بنُ عبد اللّه وغيرُهُما. وليس بالقَوِيِّ".

وقال ابنُ عبدِ البَرِّ في "التَّمهيد" (٥/ ٧٧)"هذا حديثٌ، وإن كان فيه مَن لا يُحتَجُّ بمِثلِه من أجل حنشٍ هذا، فإنَّ معناه صحيحٌ من وُجوهٍ".ص:486.

وقال البَيهَقِيُّ: "تفرَّد به حُسَينُ بنُ قيسٍ أبو عليٍّ الرَّحْبِيُّ، المعروفُ بـ "حَنَشٍ"، وهو ضعيفٌ عند أهل النَّقل، لا يُحتَجُّ بخَبَرِه".

وقال ابنُ الجوزِيِّ: "أمَّا حُسَينُ بنُ قَيسٍ فقد كذَّبَهُ أَحمَدُ بنُ حنبلٍ، وقال مرَّةً: متروكُ الحديث. وكذلك قال النَّسائِيُّ. وقال يحيى: ليس بشيءٍ. وقال العُقَيليُّ: وهذا الحديثُ لا أصلَ له".

أمَّا الحاكِمُ فهو في وادٍ آخرَ، حيث قال عَقِبَ الحديث: "حنشُ بنُ قيسٍ الرَّحْبِيُّ، يقال له: أبُو عَليٍّ، مِن أهل اليَمَن، سكَن الكُوفَةَ. ثقةٌ".

فردَّه الذَّهَبِيُّ بقوله: "بل ضَعَّفُوهُ".

وذَكَر العُقَيليُّ في "الضُّعفاء" (١/ ٢٤٨) هذا الحديث، قال: "رواه عِكرِمةُ، عن ابن عبَّاسٍ، أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جمع بين صلاتَين من الكَبائر". - قال: - حُسينُ بنُ قيسٍ الرَّحْبيُّ لا يُتابَعُ عليه، ولا يُعرَفُ إلَّا به. - قال: - ولا أصلَ له. وقد رُوي عن ابن عبَّاسٍ بإسنادٍ جيِّدٍ، أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَمَع بين الظُّهر والعَصر، والمَغرِب والعشاء".

وتعقَّب السِّيوطِيُّ في "اللَّالئ" (٢/ ٢٣) ابنَ الجَوزِيِّ في دَعوَى وضع هذا الحديثِ. ولخَّص كلامَه المُناوِيُّ في "فيض القدير" (١/ ١٩٠ - ١٩١)، وخَتَمَ كلامَه بقوله: "وَحَكَمَ ابنُ الجَوزِيِّ بوضعه، ونُوزِع بما هو تَعَسُّفٌ للمُصنِّفِ - يعني: السِّيوطِيَّ -. فإن سُلِّم عدمُ وضعِهِ، فهو واهٍ جدًّا".

كتب إسعاف اللبيث،ج:3،ص:489.


Loading...