"آكُلُ كما يأكلُ العبدُ، وأجلسُ كما يجلسُ العبدُ".
اللفظ / العبارة'
"آكُلُ كما يأكلُ العبدُ، وأجلسُ كما يجلسُ العبدُ".
متعلق اللفظ
مسائل حديثية
الحكم الشرعي
ضعيف
القسم
المناهي العملية
Content
- سُئلتُ عن حديث:"آكُلُ كما يأكلُ العبدُ، وأجلسُ كما يجلسُ العبدُ".
• قلتُ: هذا حديثٌ ضعيفٌ.
أخرَجَهُ أبو الشَّيخ في "الأخلاق"(٦١٧)، ومن طريقه البَغَوِيُّ في "شرح السُّنَّة"(١٣/ ٢٤٧ - ٢٤٨) قال: أخبرنا أبو يَعلَى، وهذا في "مسنده"(ج ٨/ رقم ٤٩٢٠) قال: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ بكَّارٍ ..
وابنُ سَعدٍ في "الطَّبَقَات"(١/ ٣٨١) قال: أخبَرَنا هاشمُ بنُ القاسم، قالا: أخبَرَنا أبو مَعشَرٍ، عن سعيدٍ المَقبُرِيِّ، عن عائشَة -رضي الله عنها-، قالت: قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عائشةُ! لو شِئتُ لسَارَت مَعِي جبالُ الذَّهَب. جاءَنِي مَلَكٌ، إنَّ حُجْزَتَهُ لتُسَاوِي الكَعبَةَ، فقال: إنَّ رَبَّكِ يَقرَأُ عليكَ السَّلامَ، ويقُولُ: إن شئتَ نبيًّا عبدًا، وإن شِئتَ نبيَّا ملِكًا؟ فنَظرتُ إلى جبريلَ -عَلَيْهِ السَّلام-، فأشارَ إليَّ: أنْ ضَعْ نفسَكَ، فقلتُ: نبيًّا عبدًا".
قالت: وكان رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك لا يأكُلُ مُتَّكِئًا، يقول:"آكُلُ كما يأكُلُ العبدُ، وأجلسُ كما يجلسُ العبدُ".
قال الهَيثَمِيُّ في "المَجمَع"(٩/ ١٩): "إسنادُهُ حَسَنٌ".
كذا قال! وهو مع ضَعفِ أبي مَعشَرٍ -واسمُهُ نَجِيحٌ-، فهو مُنقَطِعٌ؛ لأنَّ سعيدًا المَقبُرِيَّ لم يسمَع من عائشَةَ -رضي الله عنها-، كما قال أبو حاتمٍ الرَّازِيُّ. واللهُ أعلمُ.ص:498.
وأخرَجَه أبو الشَّيخ في "أخلاق النَّبيِّ"(١٤٠)، ومن طريقه البَغَوِيُّ في "شرحِ السُّنَّة"(١١/ ٢٨٧) قال: حدَّثَنا إبراهيمُ بنُ مُحمَّد بن الحارِثِ، نا سهلُ بنُ عُثمانَ العَسكَرِيُّ، قال: حدَّثَنِي المُحارِبِيُّ، عن عُبَيدِ الله بن الوليد الوَصَّافِيِّ، عن عبدِ الله بنِ عُبيدٍ قال: أُتِيَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بطعامٍ … فَذَكَرَهُ.
أخرجَهُ ابنُ المبارَك في "الزُّهد"(١٩٣ - زوائد نعيمٍ).
ولَهُ شواهدُ عن جماعَةٍ من الصَّحَابة -رضي الله عنهم-.
* أولًا: حديثُ جابرٍ - رضي الله عنه -.
فأخرَجَه أبو الشَّيخ في "الأخلاق"(٦١٤) قال: حدَّثنا محمَّدُ بنُ عبد الله بن رُسْتَةَ، نا مُحمَّدُ بنُ عُبَيد بن حِسَابٍ، نا حمَّادُ بنُ زَيدٍ، عن سعيدِ بن أبي صَدَقَةَ، عن يَعلَى بن حكيمٍ، عن جابرِ بنِ عبد الله، قال: قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّما أنا عبدٌ، آكُلُ كما يأكُلُ العَبدُ، وأجلسُ كما يجلس العبدُ".
وإسنادُهُ ضعيفٌ؛ لانقطاعه. ويَعلَى بنُ حكِيمٍ لم يُدرِك أحدًا من الصَّحابَة. واللهُ أعلَمُ.
* ثانيًا: حديثُ أنَسٍ - رضي الله عنه -.
أخرَجَهُ ابنُ عَديٍّ في "الكامل"(٥/ ١٩٧١) قال: حدَّثَنا الحُسَينُ بنُ ص:499.
مُوسَى بن خَلَفٍ، ثنا إسحاقُ بنُ رُزَيقٍ، ثنا إبراهيمُ بنُ سليمانَ الزَّيَّاتُ البَلْخِيُّ، ثنا عبدُ الحكَمِ، عن أنَسٍ، قال: جاء جبريلُ إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يأكُلُ مُتَّكِئًا، فقال:"التَّكِأَةُ من النِّعمَة"، فاستَوَى قاعدًا، فما رُؤِيَ بعدَ ذلك مُتَّكِئًا، وقال:"إنَّما أنا عبدٌ، آكُلُ كما يأكُلُ العبدُ، وأشرَبُ كما يشربُ العبدُ".
وإبراهيمُ بنُ سُلَيمانَ الزَّياتُ: تَرجَمَهُ ابنُ عَديٍّ (١/ ٢٦٤)، وقال:"ليسَ بالقويِّ"، وروَى لهُ حديثًا عن الثَّورِيِّ واتَّهَمَهُ بسرقَتِهِ. وتَرجَمَهُ الخَلِيليُّ في "الإرشاد"(ص ٩٢٤)، وقال:"صَدُوقٌ، سمع بالعِراق عبدَ الحَكَمِ صاحبَ أنَسٍ … سألتُ عنهُ الحاكمَ أبا عبدِ الله فقال: "محِلَّهُ الصِّدقُ". وتَرجَمَهُ ابنُ حِبَّان في "الثِّقات" (٨/ ٦٥). وذكَرهُ ابنُ أبي حاتِمٍ (١/ ١/ ١٠٣) وقال فيه: "الدَّبَّاسُ" ولم يحك فيه شيئًا.
ولَم يتفرَّد بالحديث، فتابعهُ قرَّةُ بنُ حبيبٍ، قال: حدَّثَنا عبدُ الحَكَم، فرواه عن أنَسٍ مثلَهُ.
أخرَجَهُ ابنُ شاهينَ في "النَّاسخ والمنسُوخِ" (٦٣٧) قال: حدَّثَنا أحمدُ بنُ مَسْعَدَةَ الأصبَهَانِيُّ، قال: حدَّثنا أحمدُ بنُ مُحمَّد بن عليٍّ الخُزَاعِيُّ، قال: حدَّثَنا قُرَّةُ بنُ حبيبٍ، قال: حدَّثَنا عبدُ الحَكَم، عن أنَسٍ بهذا.
وقُرَّةُ بنُ حبيبٍ ثقةٌ، كان تغيَّر، لكنَّهُ لم يَكُن يُحدِّثُ إلَّا في حُضُور ولَدِهِ.
والخُزاعيُّ ترجَمَهُ أبو الشَّيخِ في "الطَّبَقات" (٣/ ٤١٤) وقال: "مِن أهل المدينةِ، فانتَقَلَ إلى اليهُودِيَّةِ (١). ثقَةٌ مأمونٌ، عندهُ أحاديث غرائب".
والعُهدَةُ في هذا الإسنادِ على عبدِ الحَكَم بنِ عبد الله القَسْمِليِّ صاحبِ أنَسٍ؛ فإنَّهُ مُنكَرُ الحديث، كما قال البُخارِيُّ وأبو حاتِمٍ، وزاد: "ضعيف الحديث"، قال لهُ وَلَدُهُ: "يُكتَبُ حديثُهُ؟ "، قال: "زحفًا". وقال ابنُ السَّعدي: "عامَّةُ حديثِهِ لا يُتابَعُ عليه".
فالسَّند ضعيفٌ جدًّا.
* ثالثًا: حديثُ ابنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-.
أخرَجَهُ البزَّارُ (٢٤٦٩ - كشف)، ومن طريقه أبو نُعَيمٍ في "أخبار أصبَهانَ" (٢/ ٢٧٣) قال: حدَّثَنا أحمدُ بنُ المُعلَّى، ثنا حفصُ بنُ عَمَّارٍ الطَّاحِيُّ، ثنا مُبارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عن عُبيد الله بنِ عُمَرَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عُمَر، أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّما أنا عبدٌ، آكُلُ كما يأكُلُ العبدُ".
قال البزَّارُ: "لا نعلَمُهُ يُروَى عن رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسنادٍ مُتَّصِلٍ عنه، إلَّا من هذا الوجه عن ابنِ عُمَر. ولا رواهُ عن عُبَيدِ الله إلَّا مُبارَكٌ، ولا عنهُ إلَّا حفصُ بنُ عَمَّارٍ، ولم يُتَابَع عليه".
• قلتُ: وهذا مُنكَرٌ عن عُبَيدِ الله بنِ عُمَرَ؛ ومُبارَكُ بنُ فَضالَةَ ضعيفٌ مُدَلِّسٌ. والرَّاوِي عنه: حفصُ بنُ عمَّارٍ، ترجَمَهُ ابنُ عَدِيٍّ (٢/ ٧٩٩)، ورَوَى لهُ عِدَّةَ أحاديثَ مَنَاكِيرَ، وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان": "مجهُولٌ".
(١) ظنَّ محُقِّقُ كتاب "النَّاسخ والمنسوخ" لابن شاهين، أنَّ: "اليهوديَّة" هي الدِّيانةُ، وأنَّ الرَّجل تهوَّد بعد إسلامه! وإنَّما اليهوديَّة اسمُ مكانٍ يتبعُ المدينةَ، انتَقَل إليه الخُزاعيُّ، وإلَّا فكيف يروِي له أبو نُعيمٍ أو غيرُهُ بعدما كفر؟!ص:501.
وقال الهَيثَمِيُّ (٩/ ٢١): "حفصُ بنُ عُمارَةَ الطَّاحِيُّ لم أعرفهُ. وبقيَّة رجاله وُثِّقُوا".
كذا وقع في "المَجمَع": "عُمارة"، والصَّوابُ:"عمَّارٍ"، وكأنَّهُ تصَحَّفَ على الهَيثَمِيِّ، فلذلك لم يعرفه.
وأحمدُ بنُ المُعلَّى: هو ابنُ يزيدَ الدِّمَشقِيُّ، مُتَرجَمٌ في "تاريخ ابن عساكر"(٦/ ٨٢ - ٨٣)، ولم يَذكُر فيه شيئًا. وهو من شُيُوخ النَّسائِيِّ، ونَقَلَ الحافظُ في "التَّهذيب" عنه أنَّهُ قال: "لا بأس به".
وتعقَّبتُ البَزَّارَ في هذا الحديث في "تنبيه الهاجدِ"(١١٠٩)، ثُمَّ تبيَّنَ لي أنِّي كُنتُ واهمًا في ذلك، فحذفتُهُ، واللهُ يغفِرُ لي.
والحديثُ ضَعَّفَهُ العِرَاقِيُّ في "تخريج الإحياء"(٢١٧٤ - المستخرَج منه).
ولَهُ طريقٌ آخرُ عن ابن عُمَرَ -رضي الله عنهما-.
أخرَجَهُ تمَّامٌ الرَّازِيُّ في "الفوائد"(٥٠١) قال: أخبَرَنا أبو القَاسِمِ خالدُ بنُ مُحمَّد بن خالد بن محمَّد بن يحيَى بنِ حَمزَةَ الحَضْرَمِيُّ بِبَيتِ لَهْيَا، ثنا جَدِّي لأُمي أبُو عبدِ الله أحمدُ بنُ مُحمَّد بن يحيَى بن حَمزةَ، ثنا أبو اليَمَانِ الحَكَمُ بنُ نافعٍ، ثنا سعِيدُ بنُ سِنانَ، عن أبي الزَّاهِرِيَّةَ حُدَيرِ بنِ كُرَيبٍ الحَضرَمِيِّ، عن كَثِيرِ بنِ مُرَّةَ الحَضرَمِيِّ، عن عبدِ الله بنِ عُمَرَ، قال: قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن لَبِسَ الصُّوفَ، وانتَعَلَ المَخصُوفَ، ورَكِبَ حِمَارَهُ، وحَلَبَ شَاتَهُ، وأَكَلَ مَعَهُ عيَالُهُ، فقد نَحَّى اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عنه الكبرَ. أنا عبدٌ ابنُ عبدٍ، أجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ -إنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يَطْعَمْ طعامًا إلَّا وهو جاثٍ على رُكبَتَيه-. إنِّي قد أُوحِيَ إليَّ: أن تَواضَعُوا، ولا يَبغِي أحدٌ على أَحَدٍ. إنَّ يَدَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- مبسُوطَةٌ في خلقِهِ، فمن رفَعَ نفسَهُ وَضَعَهُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-، ومن وضَعَ نفسَهُ رفَعَهُ الله -عَزَّ وَجَلَّ-. ولا يمشِي امرُؤٌ على الأرضِ شبرًا يبتَغِي به سُلطانَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- إلَّا كبَّهُ الله -عَزَّ وَجَلَّ-".
وأحمدُ بنُ يحيى الدِّمشقِيُّ: قال أبو أحمدَ الحاكِمُ: "فيه نَظَرٌ"، وذَكَرَ لهُ الذَّهَبِيُّ بَواطِيلَ في ترجَمَتِهِ.
ولصَدرِهِ في فضل "لُبس الصُّوفِ" شواهدُ باطِلَةٌ، منها: عن أبي هُريرَةَ، عند ابنِ عَدِيٍّ (٤/ ١٦٢٣). وعن السَّائِبِ بن يزيدَ، عند الطَّبَرَانِيِّ في "الكبير" (٦٦٦٨).
* رابعًا: حديثٌ عن رَجُلٍ من بني سالمٍ -أو: فَهْمٍ-: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بهديَّةٍ، فَنَظَرَ، فلَم يَجِد شيئًا يَجعَلُها فيه، فقال: "ضَعهُ بالحَضِيضِ، فَإنَّما هو عَبدٌ، يأكُلُ كما يأكُلُ العَبدُ. ولو كانت الدُّنيا تَزِنُ عندَ الله جَنَاح بَعُوضَةٍ، ما سَقَى منها كافرًا شَربَةَ ماءٍ".
أخرَجَهُ ابنُ أبي شيبَة في "كتابِ الزُّهدِ" (١٣/ ٢٢٥ - المصنف) عن عبدِ الله بنِ إدريسَ، عن مُحمَّد بن عُمَر، عن عبدِ الله بنِ عبد الرَّحمن بن مَعمَرٍ، عن رجُلٍ من بنِي سالمٍ -أو: فَهْمٍ- ....
ولا يَثبُتُ الحديثُ من هذا الوجه.
وقولُهُ: "ضعه بالحَضِيضِ" يعنى بالأرض.
وقد وجدتُ لهذا القَدرِ من الحديث شاهدًا من حديث أبي هُريرَةَ - رضي الله عنه -، قال: إنَّ رَجُلًا جاء إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بطعامٍ، فقال:"ضَعهُ بالحَضِيضِ، أو بالأرضِ".
أخرَجَهُ البزَّارُ (٢٨٦٩ - كشف)، قال: حدَّثنا سهلُ بنُ بَحرٍ، ثنا عبدُ الله بنُ رُشَيدٍ، ثنا أبُو عُبيدَةَ البصريُّ -واسمُهُ: مُجَّاعةُ-، عن قتادةَ، عن زُرارَةَ، عن أبي هُريرَة.
قال البزَّارُ:"قد رواهُ الحَسَنُ مُرسَلًا. ورُوي عن ابنِ عُمرَ. وأظُنُّ أنَّ فيه: فإنَّما أنا عبدٌ، آكُلُ كما يأكُلُ العبدُ".
وقال الهَيثَميُّ في "المَجمع"(٥/ ٢٤): "فيه عبدُ الله بنُ رُشيدٍ، ومُجَّاعَةُ أبو عُبَيدَة البَصرِيُّ، ولم أَعرِفْهُما، وبقيَّةُ رجالِهِ ثقاتٌ" انتهى.
كذا قال! ومُجَّاعَةُ البَصرِيُّ هذا هو مُجَّاعَةُ بنُ الزُّبَير، يروِي عن ابنِ سِيرِينَ وقتادةَ. قال أحمدُ:"لم يَكُن به بأسٌ في نفسه". وضعَّفَهُ الدَّارَقُطنِيُّ. وقال ابنُ عَدِيٍّ:"هو ممِّن يُحتَمَلُ ويُكتَبُ حديثُهُ".
وعبدُ الله بنُ رُشَيدٍ تَرجَمَهُ ابنُ حِبَّانٌ في "الثِّقات"(٨/ ٣٤٣) وقال: "مِن أهل جُنْدَيْسَابُورَ. يَروِي عن مُجَّاعَةَ بنِ الزُّبَيرِ … مُستقِيمُ الحديثِ". أمَّا البَيهَقيُّ فقال في "سُنَنِهِ"(٨/ ١٠٦): "لا يُحتَجُّ به".
أمَّا ما أشارَ إليه البَزَّارُ من مُرسَل الحَسَن:
فأخرَجَهُ هَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ في "الزُهدِ"(٧٩٩)، والحُسينُ المَروَزِيُّ في "زوائده على زُهد ابنِ المُبارَك"(٩٩٥) قالا: ثنا أبو مُعاوِيةَ، عن إسماعيلَ بنِ مُسلمٍ، عن الحسَن، قال: كان رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يركَبُ الحِمارَ،ص:505.
ويلبَس الصُّوفَ، ويلعَق أصابِعَهُ، ويأكُلُ على الأرض ويقُولُ:"إنَّما أنا عَبدٌ، آكُلُ كَما يأكل العبدُ".
وهذا، مع إرساله، لا يصِحُّ إلى الحَسَنِ؛ وإسماعيلُ بنُ مُسلمٍ المَكيُّ ضعيفٌ، أو شِبهُ المترُوكِ.
ثمَّ رأيتُهُ في "الزُّهد"(ص ٥ - ٦) للإمام أحمدَ، قال: حدَّثنا عبدُ الرَّحمن ابنُ مَهدِيٍّ، عن جرير بن حازِمٍ، قال: سمعتُ الحَسَن، يقُولُ: كان رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أُتيَ بطعامٍ أَمَرَ به فأُلقِيَ علىَ الأرض، وقالَ:"إنَّمَا أنا عبدٌ، آكُلُ كما يأكُلُ العَبدُ، وأجلِسُ كما يجلِسُ العبدُ".
وهذا سَندٌ مُرسَلٌ لا بأسَ به.
وله شاهدٌ من مُرسَل عطاءِ بن أبي رَباح، قال: دَخَلَ رجُلٌ على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو مُتَّكئٌ على وِسادَةٍ، وبين يَدَيهِ طَبَقٌ عليه رَغيفٌ، قال: فَوَضَعَ الرغيفَ على الأرضِ ونحَّىَ الوِسادَةَ، وقال: فذَكَرَ مِثلَه.