وما يدريك، لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه، ويمنع مالا يضره

وما يدريك، لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه، ويمنع مالا يضره

اللفظ / العبارة' وما يدريك، لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه، ويمنع مالا يضره
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي ضعيف
القسم المناهي العملية
Content

((وما يدريك، لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه، ويمنع مالا يضره)) ٠ (١)

٦٠- ((إن أول من يدخل هذا الباب رجل من أهل الجنة)) فدخل عبد الله بن سلام ٠ فقام إليه ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبروه بقول النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: فأخبرنا بأوثق عملك في نفسك ترجو به؟! قال: أنى لضعيف، وإن أوثق ما أرجو به سلامة الصدر، وترك ما لا يعنيني)) ٠ (٢)


(١) ٥٩- ضعيف.
أخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ج ١/ ق ١٣/ ١) ، والطحاوي في ((المشكل)) (٣/ ١٥٤) من طريق عبد الرحمن [وقع عند الطحاوىء: ((عبد الله)) وهو خطأ] بن صالح الأزدي، ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن الأعمش، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: استشهد غلام منا يوم أحد، فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع، فمسحت أمه التراب عن وجهه، وقالت؛ هنيءً لك يا بني الجنة!، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ٠٠٠ فذكره.
قلت: وهذا سند ضعيف لأمرين: الأول: يحيى بن يعلى ضعفه أبو حاتم. وقال البخاري: ((مضطرب الحديث)) . وقال ابن معين: ((ليس بشيء)) . لكنه توبع تابعه حفص بن غياث عن الأعمش به نحوه. أخرجه الترمذي (٢٣١٦) من طريق عمر بن حفص عن أبيه قال: ((هذا حديث غريب)) . والثاني. = =أنه لا يصح للأعمش لقاء بأنس، إنما رآه فقط كما قال ابن المديني. ومن الغرائب قول الأعمش:
((رأيت أنس بن مالك، وما منعني منه إلا استغنائي بأصحابي)) فهذا قول غريب من الأعمش، فإن ابن عبد البر في ((الجامع)) : ((ليس بالقوي)) . والله أعلم.
(٢) ٦٠- ضعيف.
أخرجه إسحاق بن راهويه في ((مسنده)) - كما في ((المطالب)) (٤/ ١٢٠- ١٢١) - وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ج ١/ ق ١٣/ ٢) من طريق أبي معشر، عن محمد بن كعب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره. قال الحافظ: ((فيه ضعف، وانقطاع، وأصله في الصحيح)) .

قلت: أما الضعف، آت من أبي معشر واسمه نجيح بن عبد الرحمن، ضعفه ابن معين، وابن المديني، والنسائي، وأبو داود وغيرهم. وأما الانقطاع، فالصواب أن يقال: الإرسال، وذلك أن محمد بن كعب القرظي لم يدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال الحافظ العراقي في ((المغني)) (٣/ ١١٣) :
((وأخرجه ابن أبي الدنيا هكذا مرسلا:، وفيه نجيح، واختلف فيه)) . قلت: كذا في ((المطبوعة)) ، والظاهر أن العبارة كانت: ((وفيه أبو معشر نجيح)) فقط اسم ((معشر)) .
وأما قوله: ((وأصله في الصحيح)) ، فيشير إلى ما أخرجه البخاري (٧/ ١٢٩- فتح) ، ومسلم
(٢٤٨٤/ ١٤٨- ١٤٩) واللفظ له، وأحمد (٥/ ٤٥٢) عن قيس بن عباد قال: كنت بالمدينة في ناس فيهم بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع فقال بعض القوم: هذا رجل من أهل الجنة، هذا رجل من أهل الجنة. فصلى ركعتين يتجوز فيهما، ثم خرج فاتبعته، فدخل منزله، ودخلت، فتحدثنا، فلما استأنس قلت له: إنك لما دخلت قبل، قال رجل كذا وكذا قال سبحان الله! ، ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم. وسأحدثك لم ذاك؟ رأيت رؤيا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقصصتها عليهِ. رأيتني في روضة - ذكر سعتها وعشبها وخضرتها - ووسط الروضة عمود من حديد أسفله في الأرض، وأعلاه في السماء. في أعلاه عروة، فَقِيلَ لي: ارفعه! فقلت لهُ: لا أستطيع. فجاءني منصف [قالَ ابن عوف: المنصف الخادم] فَقَالَ بثيابي من خلفي [يعني فأخذ بثيابي ورفعني] وصف أنه رفعه من خلفه بيده - فرقيت حتى كنت في أعلى العامود، فأخذت بالعروة، فَقِيلَ لي: استمسك. فلقد استيقظت وإنها لفي يدي!! . فقصصتها على النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((تلك الروضة الإسلام، وَذَلكَ العمود الإسلام، وتلك العروة عروة الوثقى، وأنت على الإسلام حتى =
= تموت)) . قالَ: والرجل عبد الله بن سلام. وفي رواية لمسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالَ: ((يموت عبد الله وهوَ آخذ بالعروة الوثقى)) . وأخرجه مسلم (٢٤٨٤- ١٥٠) ، والنسائي في ((الرؤيا - من الكبرى)) - كما في ((أطراف المزي (٤/ ٣٥٣) -، وابن ماجة (٣٩٢٠) ، وأحمد (٥/ ٤٥٢- ٤٥٣) من طريق خرشة بن الحر الفزاري نحوه.
وظاهر من السياق أنه ليس فيهِ تشابه مع حديث الباب سوى أن عبد الله بن سلام من أهل الجنة. وهذا ما عناه بقوله: ((أصله في الصحيح)) ، فلذا لا يصلح شاهداً له لافتراقهما. والله أعلم.

كتاب النافلة في الأحاديث الضعيفة ،ج:1،ص:76.

Loading...