((يُوشِكُ أنْ يَملأَ اللهُ أيديَكُمْ مِنَ العَجَمِ، ثُمَ يَجعَلَهُمْ أُسداً لَا يَفِرُّونَ. فَيَقتُلُونَ مُقَاتِلِيكُمْ، وَيَأكُلُونَ فَيئَكُمْ)) .

((يُوشِكُ أنْ يَملأَ اللهُ أيديَكُمْ مِنَ العَجَمِ، ثُمَ يَجعَلَهُمْ أُسداً لَا يَفِرُّونَ. فَيَقتُلُونَ مُقَاتِلِيكُمْ، وَيَأكُلُونَ فَيئَكُمْ)) .

اللفظ / العبارة' ((يُوشِكُ أنْ يَملأَ اللهُ أيديَكُمْ مِنَ العَجَمِ، ثُمَ يَجعَلَهُمْ أُسداً لَا يَفِرُّونَ. فَيَقتُلُونَ مُقَاتِلِيكُمْ، وَيَأكُلُونَ فَيئَكُمْ)) .
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي ضعيف
القسم المناهي العملية
Content

(٢) ١١٣- ضعيف.
أخرجه البزار (ج / رقم ٣٣٦٤) ، والعقيلي في ((الضعفاء)) (٢/ ١٦) من طريق خالد بن يزيد بن مسلم، ثنا البراء بن يزيد الغنوي، ثنا قتادة، عن أنس مرفوعاً به.

قال البزار: ((لا نعلمه يروي عن أنس مرفوعاً، إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن قتادة إلا البراء، وليس به بأس، وقد حدث عنه جماعة كثيرة)) أ. هـ‍. ... =
= قلت: بل البراء يزيد الغنوي ضعيف، ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وقال ابن حبان:
((كان هذا الغنوي كثير الاختلاط، كثير الوهم فيما يرويه)) .

فقول البزار: ((ليس به بأس)) فيه نوع تساهل، كما عرف عنه رحمه الله ونبهت عليه في غير موضع. على أن الحافظ نقل عن البزار أنه قال: ((ليس بالقوي وقد احتمل حديثه)) ، وفي هذا النقل فائدة تبين لنا أن من قال فيه البزار: ((ليس به بأس)) يعمي في الشواهد والمتابعات. على أن الحديث فيه علة أخرى وهي: ((خالد بن يزيد بن مسلم)) .
قال الهيثمي في ((المجمع)) (٧/ ٣١٠) : ((خالد بن يزيد بن مسلم لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات)) !!
قلت: كذا قال - يرحمه الله - وفيه نظر من وجهين:
الأول قوله: ((خالد بن يزيد بن مسلم، لم أعرفه)) مع أنه معروف فقد ترجمه العقيلي وقال: ((الغالب على حديثه الوهم)) .
ونقله عنه الذهبي في ((الميزان)) !!
الثاني: قوله: ((وبقية رجاله ثقات!! وقد عرفناك أن البراء بن يزيد ضعيف.
وفي الحديث علة ثالثة. قال العقيلي: ((ليس لهذا الحديث، من حديث قتادة أصل، إنما يروي هذا عن الحسن، عن سمرة)) .
وهذا الذي أشار إليه العقيلي:
أخرجه أحمد (٥/١٧، ٢١، ٢٢) ، والبزار (ج ٤/ رقم ٣٣٦٦) ، والطبراني في ((الكبير)) (ج ٧/ رقم ٦٩٢١) ، والعقيلي (٢/ ١٦) ، وأبو نعيم في ((الحلية)) (٣/٢٤- ٢٥) ، والإسماعيلي في
((معجمه)) (ج١/ ق٤٣/ ٢- ق ٤٤/ ١) من طرق عن حماد بن سلمة، عن يونس بن يزيد، عن الحسن، عن سمرة بن جندب مرفوعاً به.
قال البزار: ((لا نعلمه يروي عن سمرة إلا من هذا الوحه، ولا نعلم رواه عن يونس إلا حماد)) .
وقال أبو نعيم: ((غريب من حديث يونس، تفرد به حماد)) .
قلت: لم يتفرد به حماد كما قالا، بل تابعه هشيم بن بشير، عن يونس به.
أخرجه أحمد (٥/١١، ٢٢) . قال الهيثمي (٧/٣١٠) : ((رجاله رجال الصحيح)) !
قلت: وليس يعني هذا الحكم أن السند صحيح كما لا يخفى، بل السند ضعيف لأجل عنعنة الحسن البصري، فقد كان مدلساً.
وله شاهد من حديث حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -.
أخرجه البزار (ج ٤/رقم ٣٣٦٥) ، والحاكم (٤/ ٥١٩) من طريق محمد بن يزيد بن سنان، عن أبيه، ثنا سليمان الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة مرفوعاً فذكره.
قال البزار: ((لا نعلمه يروي عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، ولا رواه عن الأعمش إلا يزيد)) . =
= أما الحاكم فقال: ((صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)) !! فتعقبه الذهبي بقوله: ((بل محمد واه، كأبيه)) . وقال الهيثمي (٧/ ٣١١) : ((فيه يزيد بن سنان وهو متروك)) .
فاقتصر على إعلاله بالأب دون الولد!! .
وشاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
أخرجه الطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط)) - كما في ((المجمع)) (٧/ ٣١٠) -، والبزار (ج ٤/ رقم ٣٣٦٣) من طريق عبد الله بن عبد القدوس، عن يونس بن خباب، ومن طريق أبي يحيى التميمي، عن ليث، كلاهما عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً به.
قال البزار: ((لا نعلمه عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً إلا بهذا الإسناد)) .
وقال الهيثمي: ((فيه عبد الله بن عبد القدوس وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، ويونس بن خباب ضعيف جداً)) .
قلت: كلاهما متابع، ولكن المتابعة شديدة الضعف. فأما أبو يحيى التميمي فإنه متروك الحديث. وليث بن أبي سليم ضعيف. والله أعلم.

كتاب النافلة في الأحاديث الضعيفة ،ج:2،ص:9.

Loading...