مَنْ شَابَ في الإسلامِ شَيبةً، لَا يَنتفُها، وَلَا يُغيُرَها، كَانتْ لَهُ نُوراً يَومَ القِيامَةِ

مَنْ شَابَ في الإسلامِ شَيبةً، لَا يَنتفُها، وَلَا يُغيُرَها، كَانتْ لَهُ نُوراً يَومَ القِيامَةِ

اللفظ / العبارة' مَنْ شَابَ في الإسلامِ شَيبةً، لَا يَنتفُها، وَلَا يُغيُرَها، كَانتْ لَهُ نُوراً يَومَ القِيامَةِ
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي منكر
القسم المناهي العملية
Content

((مَنْ شَابَ في الإسلامِ شَيبةً، لَا يَنتفُها، وَلَا يُغيُرَها، كَانتْ لَهُ نُوراً يَومَ القِيامَةِ)) . (١)


(١) ١٧٠- منكر بهذا اللفظ.
أخرجه ابن عدي في ((الكامل)) (٦/ ٢١٣٦٧) من طريق بن عبد الملك الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.. فذكره.
قلت: وسنده ضعيف جداً.
ومحمد بن عبد الملك تركه النسائي وقال: ((لا يكتب حديثه)) .
وقال مرة، هو ومسلم والشافعي: ((منكر الحديث)) .
والحديث بهذا السياق منكر، وإنما الصحيح منه: ((لا تنتفوا الشيب، فإنه نور المسلم، ومن شاب في الإسلام شيبة كتب الله له بها حسنة؛ وكفر عنه بها خطيئة، ورفعه بها درجة)) .
أخرجه أبو داود (٤/ ٨٥- عون) ، والنسائي (٨/ ١٣٦) ، والترمذي (٨/ ١٠٨- تحفة) ، وابن ماجة (٢/ ٤٠٢- ٤٠٣) ، وابن سعد في ((الطبقات)) (١/ ٤٤١) ، وابن حبان - كما في ((نيل الأوطار)) (١/ ١٣٩) -، وابن عدي (٣/١٠٦١) ، والبيهقي في ((الشعب)) (٢/١٥٧/١) ، وفي السنن (٧/ ٣١١) ، والخطيب في ((التاريخ)) (٤/٥٧) ، وكذا وفي ((السابق واللاحق)) (ص - ١٢٥) ، والبغوي في ((شرح السنة)) (١٢/ ٩٥) من طرق عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعاً به.
قال الترمذي: ((حديث حسن)) . ... =
= وقد رواه عن عمرو بن شعيب جماعة منهم: ((محمد بن إسحاق، وابن عجلان، وعمارة بن غزية، وليث بن أبي سليم، وعبد الرحمن بن الحارث، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري، وغيرهم)) .
أما قوله: ((ولا يغبرها)) فهي منكرة، فقد ثبت الأمر بتغيير الشيب في غير ما حديث، من ذلك:
حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم)) .
أخرجه البخاري (٦/ ٤٩٦ و١٠/ ٣٥٤- فتح) ، ومسلم (٢١٠٣) ، وأبو داود (٤٢٠٣) ، والنسائي (٨/١٣٧) ، وابن ماجة (٣٦٢١) ، وأحمد (٢/٢٤٠، ٢٦٠، ٣٠٩، ٤٠١) ،

وعبد الرزاق (٢٠١٧٥) ، والبغوي في ((شرح السنة)) (١٢/٨٨-٨٩) من طريق ابن ششهاب، عن أبي سلمة، (وسليمان بن يسار) ، عن أبي هريرة.
ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا: ((غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود والنصارى)) .

أخرجه أحمد (٢/ ٢٦١، ٤٩٩) ، وابن سعد (١/ ٤٣٩) ، وأبو يعلى في ((مسنده)) ، ومن طريقه البغوي (١٢/ ٨٩) وتابعه عمر بن أبي سلمة، عن أبيه به.
أخرجه الترمذي (١٧٥٢) وقال: ((حسن صحيح)) .
حديث أبي ذر - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((إن أحسن ما غيرتم به الشيب، والحناء والكتم)) .
أخرجه أبو داود (٤٢٠٥) ، والنسائي (٨/ ١٣٩) ، والترمذي (١٧٥٣) وابن ماجة (٣٦٢٢) ، وأحمد (٥/ ١٤٧، ١٥٠، ١٥٤، ١٥٦، ١٦٩) ، وابن سعد (١/ ٤٣٩) ، وعبد الرزاق (٢٠١٧٤) ، وابن حبان (١٤٧٥) ، والطبراني في ((الكبير)) (ج ٢/ رقم ١٦٣٨) ، والخطيب (٨/ ٣٤- ٣٥) من طريق عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود، عن أبي ذر مرفوعاً.
قال الترمذي: ((حديث حسن صحيح)) .
فالأحاديث المصرحة بتغيير الشيب تدل على أن هذه الكلمة منكرة. نعم، أخرج الخطيب في ((الموضح)) ((٢/ ٣١٦)) من طريق الطيالسي، وهذا في ((مسنده)) (١١٥٢) حدثنا عبد الجليل بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة، مرفوعاً: ((من شاب في الإسلام شيبة، كانت له نورا يوم القيامة، ما لم يخضبها أو ينتفها)) .
قلت لشهر: إنهم يصفرون ويخضبون بالحناء؛ قال: أجل، قال: كأنه يعني السواد.
قلت: وسنده ضعيف، لأجل شهر بن حوشب.
وقد رواه شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن عبسه مرفوعا فلم يذكر ما ذكره شهر بن حوشب.
أخرجه النسائي (٦/ ٢٦) ، والترمذي (١٦٣٥) ، وأحمد (٤/ ٣٨٦) من طريق بقية بن الوليد، حدثني صفوان، حدثني سليم بن عامر، عن شرحبيل:
قال الترمذي: ((حسن صحيح غريب)) . ... =
= قلت: وبقية بن الوليد صرح بالتحديث عند أحمد.

كتاب النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة ،ج:2،ص:53.

Loading...