عبد المطلب:

عبد المطلب:

اللفظ / العبارة' عبد المطلب:
متعلق اللفظ مسألة فقهية / عقدية
الحكم الشرعي لا يجوز
القسم المناهي اللفظية
Content

عبد المطلب: (١)

حكى ابن حزم في ((مراتب الإجماع)) تحريم كل اسم معبد لغير الله، حاشا عبد المطلب، لما وقع فيه من خلاف؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين: ((أنا ابن عبد المطلب)) ، لكن هذا لا يفيد جواز التعبيد به؛ لأنه حكاية نسب مضى، فهو من باب الإخبار لا من باب الإنشاء.

وفي كتاب ((شأن الدعاء)) للخطابي قال:

(قال أبو سليمان - رحمه الله تعالى -: وقد يقع الغلط كثيراً في باب التسمية، وأعرف رجلاً من الفقهاء كان سمى ولده: عبد المطلب، فهو يُدعى به اليوم؛ وذلك أنه سمع بعبد المطلب، جد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجرى في التسمية به على التقليد، ولم يشعر أن جد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما دُعي به؛ لأن هاشماً أباه كان تزوج أمه بالمدينة، وهي امرأة من بني النجار، فولدت له هذا الغلام، وسمَّاه: شيبة، ومات عنه وهو طفل، فخرج عمه المطلب بن عبدمناف أخو هاشم في طلبه إلى المدينة فحمله إلى مكة فدخلها وقد أردفه خلفه، فقيل له: من هذا الغلام؟ فقال: هذا عبدي، وذلك لأنه لم يكن قد كساه، ولا نظفه، فيزول عنه شعث السفر، فاستحيا أن يقول: ابن أخي، فدعي بعبد المطلب باقي عمره.

على أنه لا اعتبار بمذاهب أهل الجاهلية في هذا فقد تسمَّوا: بعبد مناف، وعبد الدار، ونحوهما من الدار، ونحوهما من الأسامي) اهـ.

ولشيخ الإسلام في التعبيد لغير الله تعالى، وآداب التسمية، بحث جامع في الفتاوى فقال: (كان المشركون يُعبِّدُون أنفسهم وأولادهم لغير الله؛ فيسمون بعضهم: عبد الكعبة، كما كان اسم عبد الرحمن بن عوف، وبعضهم: عبد شمس، كما كان اسم أبي هريرة، واسم عبد شمس بن عبد مناف، وبعضهم عبد اللات، وبعضهم عبد العزى، وبعضهم عبد مناة، وغير ذلك مما يضيفون فيه التعبيد إلى غير الله، من شمس، أو وثن، أو بشر، أو غير ذلك مما قد يشرك بالله.

ونظيره تسمية النصارى: عبد المسيح، فغيره النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك وعبَّدهُم لله وحده، فسمى جماعات من أصحابه: عبد الله وعبد الرحمن، كما سمى عبد الرحمن بن عوف ونحو هذا، وكما سمى أبا معاوية، وكان اسمه عبد العزى فسماه: عبد الرحمن، وكان اسم مولاه: قيوماً، فسماه: عبد القيوم.

ونحو هذا من بعض الوجوه ما يقع في الغالية من الرافضة ومشابهيهم الغالين في المشايخ، فيقال: هذا غلام الشيخ يونس، أو للشيخ يونس، أو: غلام ابن الرفاعي، أو الحريري، ونحو ذلك مما يقوم فيه للبشر نوع تأله، كما قد يقوم في نفوس النصارى من المسيح، وفي نفوس المشركين من آلهتهم رجاء وخشية، وقد يتوبون لهم، كما كان المشركون يتوبون لبعض الآلهة، والنصارى للمسيح أو لبعض القديسين.

وشريعة الإسلام الذي هو الدين الخالص لله وحده: تعبيد الخلق لربهم كما سنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتغيير الأسماء الشركية إلى الأسماء الإسلامية، والأسماء الكفرية إلى الأسماء الإيمانية، وعامة ما سمى به النبي - صلى الله عليه وسلم -: عبد الله وعبد الرحمن، كما قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} فإن هذين الاسمين هما أصل بقية أسماء الله تعالى.

وكان شيخ الإسلام الهروي قد سمى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى، وكذلك أهل بيتنا: غلب على أسمائهم التعبيد لله، كعبد الله؛ وعبد الرحمن؛ وعبد الغني؛ والسلام؛ والقاهر؛ واللطيف؛ والحكيم، والعزيز؛ والرحيم؛ والمحسن؛ والأحد؛ والواحد؛ والقادر؛ والكريم؛ والملك؛ والحق. وقد ثبت في صحيح مسلم عن نافع عن عبد الله بن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة)) . وكان من شعار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه في الحروب: يابني عبد الرحمن! يا بني عبد الله! يا بني عبيد الله! كما قالوا ذلك يوم بدر؛ وحنين؛ والفتح؛ والطائف؛ فكان شعار المهاجرين: يا بني عبد الرحمن! شعار الخزرج: يا بني عبد الله! وشعار الأوس: يا بني عبيد الله!) انتهى.

ومما يقتضي التنبيه: أن لفظ: ((وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة)) ليس في رواية مسلم.

وفي ترجمة: عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي: قال ابن حجر:

(قال ابن عبد البر: كان عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يغير اسمه، فيما علمت.

قلت: وفيما قاله نظر؛ فإن الزبير بن بكار أعلم من غيره بنسب قريش وأحوالهم، ولم يذكر أن اسمه إلا (المطلب) .

وقد ذكر العسكري أن أهل النسب إنما يسمونه (المطلب) ، وأما أهل الحديث فمنهم من يقول: المطلب، ومنهم من يقول: عبد المطلب) اهـ.

ومن الأسماء المعبدة لغير الله تعالى، ويجري عليها الحكم بالتحريم والمنع، ومنها ما هو مشترك بين السنة والشيعة، ومنها ما هو خاص بالشيعة لغلوهم بآل البيت، ومن هذه الأسماء المحرمة شرعاً:

عبدعلي، عبد الزهرة، عبد الإمام، عبد الحسن، عبد الحسين، عبد الأمير، عبد السجاد، عبد الباقر، عبد الصادق، عبد الكاظم، عبد الرضا، عبد المهدي، عبد الهادي، عبد العال، عبد الونيس، عبد النعيم، عبد الراضي، عبد النبي، عبد الرسول، عبد المرسل، عبدمحمد، عبدطه، عبد الحمزة، عبد المولى، عبد المقصود، عبد الفضيل، عبد الوحيد، عبد العباس، عبدمسلم، عبد الصاحب، عبدزيد، عبدجاسم، عبد الحر، عبدعون، عبد الشيخ، عبد السادة، عبد الغريب، عبد الخضر، عبد الزبير، عبد الشاه، عبد الهوه، عبد القيس، عبد النور، عبد العاطي، عبد النافع، عبد الضار.

وعبد المفتي، وعبد المستوي، كما ذكرهما ابن حزم في ((الفصل)) وذكر الإجماع على المنع منهما.

وفي ((تسمية المولود)) ذكرت الأصل الثامن: في الأسماء المحرمة. أسوقه هنا بتمامه، ثم أُحيل إليه. وهذا نصه:

(الأصل الثامِنُ: في الأسماء المحرمة:

دلَّتِ الشَّريعةُ على تحريمِ تسميةِ المولودِ في واحدٍ من الوجوهِ الآتيةِ:

١. اتَّفق المسلمون على أنَّه يحرُمُ كلُّ اسمٍ معبَّدٍ لغيرِ اللهِ تعالى؛ مِن شمسٍ أو وثنٍ أو بشرٍ أغيرِ ذلك؛ مثلُ: عبدِ الرسولِ، عبدِ النبيِّ، عبدِ عليٍّ، عبدِ الحسينِ، عبدِ الأمير (يعني: أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب رضي اللهُ عنهُ) ، عبدِ الصَّاحبِ (يعني: صاحِب الزَّمانِ المهديَّ المنتظر) ، وهي من تسمياتِ الرَّوافض!

وقد غيَّر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كلَّ اسمٍ معبَّدٍ لغيرِ اللهِ تعالى؛ مثل: عبدِ العُزَّى، عبدِ الكعبة، عبدِ شمسٍ، عبدِ الحارثِ.

ومن هذا البابِ: غُلام رسول، غُلام محمّد؛ أي عبد الرسول ... وهكذا.

والصَّحيحُ في عبد المطَّلبِ المنع.

معجم المناهي اللفظية ،ص: 368إلى 371.




(١) (عبد المطلب: الإصابة ٤/ ٣٨٠، رقم / ٥٢٥٨. شأن الدعاء ص/ ٨٣ - ٨٤. مجموع فتاوى ابن تيمية ١/ ٣٧٥، ٣٧٨. الدرر السنية ٤/ ٣١٥. تحفة المودود: ص/ ١١٣ - ١١٤. تيسير العزيز الحميد ص/ ٥٦٣ - ٥٦٦. إعلام الساجد للزركشي ص/ ٣٢. السلسلة الضعيفة. فهرس فتاوى ابن تيمية ٣٦ / ١٨. تحفة المودود ص / ٤٩، ١١٣، ١٢١. تلقيح أهل الأثر ص/ ٣١. فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله تعالى - ١/ ٧، ١٧.
انظر: تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} الآية من كتب التفسير فهو مهم. وكتاب: شأن الدعاء للخطابي ص / ٨٤ - ٨٥. وهو مهم. أسماء الناس ومعانيها لعباس كاظم مراد ١/ ٧٢. وللأذرعي: بشارة المحبوب بتكفير الذنوب، تعليق المحقق ص / ٨٤. تسمية المولود ص/ ٣٥ - ٣٩. فتاوى ابن باز: ٥/ ٣٥٨.

معجم المناهي اللفظية ،ص:

Loading...