أخرجه الخطيب (٧ / ٤٣٢) من طريق محمد بن تميم الفريابي بسنده عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك فاستقبله سعد بن معاذ الأنصاري، فصافحه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له:" ما هذا الذي أكفت (!)(١) يداك؟
" فقال: يا رسول الله أضرب بالمر والمسحاة في نفقة عيالي، قال: فقبل النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال ... " فذكره.
قال الخطيب: هذا الحديث باطل لأن سعد بن معاذ لم يكن حيا في وقت غزوة تبوك، وكان موته بعد غزوة بني قريظة من السهم الذي رمي به، ومحمد بن تميم الفريابي كذاب يضع الحديث.
قلت: جرى الخطيب على أن سعدا هذا هو ابن معاذ سيد الأوس الصحابي المشهور، وخالفه الحافظ ابن حجر فجزم في " الإصابة " بأنه آخر، ثم ذكر أن الحديث رواه الخطيب في " المتفق " بإسناد واه، وأبو موسى في " الذيل " بإسناد مجهول عن الحسن به.
(١) كذا في الأصل، وفيه شيء، ففي " النهاية ": " في حدث سعد: رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أكْنَبَت يَداه فقال له: أكْنَبَت يداك؟ فقال: أُعالِج بالمُرّ ... ". أكْنَبَت اليَدُ: إذا ثَخُنَت وغَلُظ جِلْدها وتَعَجَّرَ من مُعاناة الأشياء الشاقة.
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات "(٢ / ٢٥١) معتمدا على قول الخطيب السابق، وتعقبه السيوطي في " اللآليء "(٢ / ١٥٤) بكلام الحافظ ابن حجر، وقد ذكرت خلاصته آنفا، والله أعلم.
قال الشيخ عبد الحي الكتاني في " التراتيب الإدارية "(٢ / ٤٢ ـ ٤٣) بعد ما نقل كلام الحافظ:
قلت: في هذه القصة عجيبة، وهي تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم يد صحابي لأجل ضربه الأرض بالفاس.
قلت: لكن يقال: أثبت العرش ثم انقش، فإن القصة غير ثابتة كما علمت.