لا تسبوا قريشا، فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما، اللهم إنك أذقت أولها عذابا أو وبالا، فأذق آخرها نوالا ".

لا تسبوا قريشا، فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما، اللهم إنك أذقت أولها عذابا أو وبالا، فأذق آخرها نوالا ".

اللفظ / العبارة' لا تسبوا قريشا، فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما، اللهم إنك أذقت أولها عذابا أو وبالا، فأذق آخرها نوالا ".
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي ضعيف جدا
القسم المناهي العملية
Content

 " لا تسبوا قريشا، فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما، اللهم إنك أذقت أولها عذابا أو وبالا، فأذق آخرها نوالا ".

ضعيف جدا.

أخرجه الطيالسي في " مسنده " (٢ / ١٩٩ من " منحة المعبود ") : حدثنا جعفر بن سليمان عن النضر بن حميد الكندي أو العبدي عن الجارود عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود مرفوعا، ومن طريق الطيالسي أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (٦ / ٢٩٥، ٩ / ٦٥) وعنه الخطيب في " تاريخه " (٢ / ٦٠ - ٦١) وابن عساكر (١٤ / ٤٠٩ / ٢).

والحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " (١٨٤) .

قلت: وهذا سند ضعيف جدا، النضر بن حميد، قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (٤ / ٤٧٧ / ١) : سألت أبي عنه عنه؟ فقال: متروك الحديث ولم يحدثني بحديثه، وقال البخاري: منكر الحديث، والجارود لم أعرفه، وفي " كشف الخفاء " (٢ / ٥٣) تبعا لأصله " المقاصد " (٢٨١ / ٦٧٥) إنه مجهول، وأما قوله: والراوي عنه مختلف فيه، فوهم لأنه متروك بلا خلاف، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدا.

ثم وجدت الحديث في جزء من " الفوائد المنتقاة " لأبي القاسم السمرقندي (١١١ /١) رواه من طريق أخرى عن جعفر بن سليمان قال: أنبأ النضر بن حميد الكندي أبو الجارود عن أبي الأحوص..... به.

فهذا يؤديه ما صوبناه في اسم والد النضر أنه (حميد) ، ويرجح ما في " اللسان " من أن (أبو الجارود) كنية النضر هذا، ليس هو شيخه في الحديث. والله أعلم.

ثم رأيته في " مسند الهيثم بن كليب " (٨٠ / ٢) من طريق فهد بن عوف: أخبرنا جعفر بن سليمان: حدثني النضر بن حميد الكندي: حدثني الجارود عن أبي الأحوص به.

فهذا يوافق رواية الطيالسي.

لكن فهد هذا لا يحتج به، قال ابن المديني:

" كذاب ".

وتركه مسلم والفلاس.

 ولكنه عند العقيلي (٤٣٥) من طريق خالد بن أبي زيد القرني - وهو صدوق، وهو المزرفي: حدثنا جعفر بن سليمان عن النضر قال: حدثني أبو الجارود به.

قلت: فهذا علة أخرى في الحديث، وهي الاضطراب في سنده، واسم راويه، وتصويب بعضهم أنه أبو الجارود زياد بن المنذر، لمجرد أن المزي ذكر النضر بن حميد في الرواة عنه لا يكفي، لأنه قائم على بعض هذه الروايات المتقدمة المختلفة، فإن ثبت أنه هو، ازداد الحديث وهنا على وهن، لأنه متهم بالكذب والوضع.

وروي الشطر الأول من الحديث عن عطاء مرسلا بلفظ:

" أكرموا قريشا، فإن....... ". وسيأتي إن شاء الله تعالى.

لكن قوله: اللهم إنك أذقت ... ، حسن، فقد أخرجه الترمذي (٤ / ٣٧١) وأحمد (رقم ٢١٧٠) والعقيلي (١٩٥) ومحمد بن عاصم الثقفي في " حديثه " (٢ / ٢) والضياء في " المختارة " (٢٢٩ / ١) وكذا المخلص في " الفوائد المنتقاة " (٨ / ٦ / ١) من طريق الأعمش عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعا به، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

قلت: ورجاله عند أحمد ثقات رجال الشيخين، وفي طارق كلام لا يضر.

بل هو صحيح فقد وجدت له شاهدا آخر من حديث ابن عمر أخرجه القضاعي (١٢٠ / ٢) من طريق أبي سعيد بن الأعرابي قال: أنبأنا محمد بن غالب قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا شعبة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير عنه مرفوعا به.

قلت: هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون غير محمد بن غالب وهو تمتام حافظ مكثر وثقه الدارقطني.

كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ،ج:1،ص:576.



Loading...