رواه القطيعي في جزء " الألف دينار "(١ / ١٦ / ٢) من طريق شريك عن شعبة وهمام عن قتادة عن أبي مجلز عن حذيفة رفعه. قلت: وهذا إسناد ضعيف، وله علتان: الأولى: شريك وهو ابن عبد الله القاضي، قال الحافظ:"يخطيء كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ". قلت: وقد توبع، لكنه خولف في لفظه كما يأتي. الثانية: الانقطاع بين أبي مجلز وحذيفة فإنه لم يسمع منه كما قال ابن معين، بل قال أحمد: إنه لم يدركه كما يأتي. وقد تابع شريكا عبد الله بن المبارك. أخرجه الترمذي (٤ / ٧) بلفظ: " قال حذيفة: ملعون على لسان محمد، أولعن الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، من قعد وسط الحلقة ".
وهكذا أخرجه الحاكم أيضا (٤ / ٢٨١) وأحمد (٥ / ٣٨٤، ٣٩٨، ٤٠١) عن شعبة به وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح ". والحاكم:" صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي! قلت: وقد ذهلوا جميعا عن الانقطاع الذي ذكرناه، وبه أعله أحمد، فإنه روى بسند الصحيح عن شعبة أنه قال عقب الحديث:" لم يدرك
أبو مجلز حذيفة ". قلت: وتابع شعبة أبان بن يزيد العطار، أخرجه أبو داود (٢ / ٢٩٢) وابن عدي في " الكامل "(٢٦ / ١) بلفظ: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة ".