رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان "(١ / ١٨٥) عن إبراهيم بن معمر: حدثنا أبو أيوب بن أخي زبريق بن الحمصي: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي: حدثنا خلف بن حبيب الرقاشي: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره مرفوعا. أورده في ترجمة إبراهيم هذا وكنيته أبو إسحاق الجوزجاني، روى عنه جماعة ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وكذلك صنع الحافظ ابن عساكر (٢ / ٢٧٥ / ٢) .
وأبو أيوب هذا لم أعرفه ولم يورده الدولابي في " الكنى " وكذا لم أعرف خلف بن حبيب الرقاشي، وأخشى أن يكون وقع في السند تحريف، وأنه تحريف قديم من بعض رواة " أخبار أصبهان "، فإن الإسناد هو في " تاريخ ابن عساكر "، من طريق أبي نعيم كما ذكرته عن أبي نعيم. أما الحامل على الخشية المذكورة فهو أنني رأيت ابن قدامة ذكر في " المنتخب "(١١ / ٢١٤ / ٢) :
" قال إسحاق بن إبراهيم (هو ابن هانئ) : عرضت على أبي عبد الله: يحيى بن سعيد عن سعد أبي حبيب عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا به؟ فقال: حديث باطل منكر، وسمعته يقول: سعد أبو حبيب ليس بشيء ". ثم رأيته في " مسائل ابن هاني "(ص ١٥٦ مخطوطة المكتب الإسلامي)(١) فصواب الإسناد إذن " سعد أبي حبيب عن يزيد الرقاشي " وهكذا وقع في " اللآلي "(٢ / ٢٩٥) . ويؤيده ما في " الميزان ": " سعد أبو حبيب عن يزيد الرقاشي، قال أحمد: ليس حديثه بشيء ". وقد سقطت هذه الترجمة من " لسان الميزان " للحافظ ابن حجر، مع أنها ليست في كتاب " تهذيب التهذيب " له.
ثم إن الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات "(٣ / ٨٧) مستندا على حكم الإمام أحمد عليه بالبطلان كما سبق، وأقره السيوطي في " اللآلي " ثم تناقض، فأورده في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن أنس! وتعقبه المناوي بقوله:
(١) وقد قام الأخ زهير الشاويش بطبعه، ثم حالت الحرب القائمة في لبنان دون نشره. فرج الله عن عباده. اهـ.