رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان "(٢ / ٢٧٩) وعنه الديلمي (٢ / ٣٢٥) عن سهل بن صقير الخلاطي: حدثنا إسماعيل بن يحيى بن عبد الله [عن] ابن أبي مليكة: حدثنا مالك بن أنس عن صفوان بن سليم عن ابن عمر مرفوعا.
قلت: هذا موضوع، آفته إسماعيل هذا، وهو أبو يحيى التيمي كذاب وضاع، قال الدارقطني:" كان يكذب على مالك والثوري وغيرهما ". وقال الحاكم:" روى عن مالك ومسعر وابن أبي ذئب أحاديث موضوعة ". وسهل بن صقير، قال الخطيب:
" يضع الحديث ". وقال ابن ماكولا:" فيه ضعف ". والحديث مما سود به السيوطي " الجامع الصغير " فأورده فيه من رواية الديلمي عن ابن عمر، وعلق عليه المناوي بقوله:" ورواه عنه أبو نعيم، وعنه تلقاه الديلمي، فإهمال
المصنف للأصل، واقتصاره على الفرع غير مرضي ". قلت: لقد انشغل المناوي بالقشر عن اللب، فسكت عن الحديث مع ظهور آفته، بل إنه ذكر ما يشعر بثبوته عنده فقال:
" تمسك بظاهره قوم من المتنسكين والعباد، فأو جبوا الوضوء من النطق المحرم، وهو غلولا يوافق عليه الجمهور، والحديث عندهم خرج مخرج الزجر عن الغيبة ". قلت: التأويل فرع التصحيح، فكيف هذا والحديث موضوع؟! ولوصح إسناده لكان أسعد الناس به أولئك المتنسكون. ولكن هذا من ثمرة الجهل بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، فإن الجهال بها يشرعون في الدين ما ليس منه!
ثم رأيت في " المشكاة "(٤٨٧٣) من رواية البيهقي في " الشعب " عن ابن عباس: إن رجلين صليا صلاة الظهر أو العصر، وكانا صائمين، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: أعيدوا وضوءكما وصلاتكما، وامضيا في صومكما، واقضياه يوما آخر، قالا: لم يا رسول الله؟ قال: اغتبتم فلانا ". ولم أقف على إسناده حتى الآن، وما أراه يصح.