" لا تعجزوا في الدعاء فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد ".
ضعيف جدا.
رواه العقيلي في " الضعفاء "(٢٦٧) وابن عدي (٢٤١ / ١) وابن حبان في " صحيحه "(٢٣٩٨ - موارد) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان "(٢ / ٢٣٢) والحاكم (١ / ٤٩٣ - ٤٩٤) والضياء في " المختارة "(٥٠ / ١) عن معلى بن أسد العمي: حدثني عمر (وفي " المستدرك ": عمرو) بن محمد عن ثابت البناني عن أنس مرفوعا. وقال الحاكم:" صحيح الإسناد "! وتعقبه الذهبي بقوله: " لا أعرف عمرا (!) ، تعبت عليه ".
قلت: كذا وقع في " المستدرك ": " عمرو " بزيادة الواو، وهو من أوهامه، والصواب:" عمر " بدونها كما عند الآخرين هو معروف، ولكن بالضعف! قال العقيلي:" عمر بن محمد لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به ".
قلت: وهو عمر بن محمد بن صهبان، كذلك وقع منسوبا في رواية أبي نعيم، ويؤيده أنه وقع في رواية " المستدرك "" الأسلمي " وابن صهبان أسلمي، ولذلك أورد ابن عدي الحديث في ترجمة عمر بن محمد بن صهبان وقال عقبه:" وعمر بن صهبان عامة أحاديثه لا يتابعه الثقات عليه، والغالب على حديثه المناكير ".
قلت: وعمر بن محمد بن صهبان قال أبو زرعة واه. قال الذهبي:" هو عمر بن صهبان نسب إلى جده ". وقال هناك. " عمر بن صهبان الأسلمي ... قال أحمد: لم يكن بشيء، وقال ابن معين لا يساوي فلسا، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم والدارقطني: متروك الحديث ". وقال ابن حبان (٢ / ٨١) : " وكان محمد يروي عن الثقات المعضلات، التي إذا سمعها من الحديث صناعته لم يشك أنها معمولة ".
وأما الضياء المقدسي، فإنه ظن أن عمر بن محمد هذا هو غير ابن صهبان وأنه ثقة، ولذلك أورده في " المختارة "، وإنما غره في ذلك قول ابن حبان في رواية الضياء عنه، " عمر بن محمد هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ". قلت: ابن زيد هذا ثقة اتفاقا، ولوصح أنه هو لكان الحديث صحيحا، ولكن هيهات، فقد صرحت رواية أبي نعيم أنه ابن صهبان، ونحوه رواة الحاكم، والأخذ بما جاء في صلب الرواية أولى من الأخذ بتفسير مخرج الحديث، كابن حبان، لأن هذا كالنص مع القياس في الفقه، ومن المعلوم أنه لا قياس ولا اجتهاد في مورد النص!
ويؤيد أنه ابن صهبان أنه هو الذي ذكروا في ترجمته أن من شيوخه ثابت البناني، ومن الرواة عنه معلى بن أسد، وهذا من روايته عنه كما رأيت، بينما لم يذكروا ذلك في ترجمة ابن زيد، فتعين أن صاحب هذا الحديث إنما هو ابن صهبان، وهو ضعيف جدا كما علمت من أقوال العلماء فيه، وبذلك يسقط الحديث من درجة الاعتبار، ويظهر خطأ تصحيح الحاكم والضياء له، والله الموفق.
(١) الأصل " زيد " في المصدرين المذكورين وهو خطأ. اهـ.
كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ،ج:2،ص:239ـ 240.