القرآن قديم

القرآن قديم

اللفظ / العبارة' القرآن قديم
متعلق اللفظ مسائل عقدية.
الحكم الشرعي بدعة
القسم المناهي اللفظية
Content

القرآن قديم: (٣)

عقيدة أهل الإسلام مِنْ لدُنِ الصحابة - رضي الله عنهم - إلى يومنا هذا هي ما أجمع عليه أهل السنة والجماعة: من أن القرآن العظيم: كلام الله - تعالى - وكانت هذه العبارة كافية لا يزيدون عليها. فلما بانت في المسلمين البوائن، ودبت الفتن فيمن شاء الله، فاه بعض المفتونين بأقوال، وعبارات يأباها الله ورسوله والمؤمنون، وكلها ترمي إلى مقاصد خبيثة ومذاهب ردئية، تنقض الاعتقاد، وتفسد أساس التوحيد على أهل الإسلام، فقالوا بأهوائهم، مبتدعين:

القرآن مخلوق، خلقه الله في اللوح المحفوظ أو في غيره.

القرآن قديم.

القرآن حكاية عن كلام الله.

القرآن عبارة عن كلام الله.

القرآن ليس كلام الله لكن عبارة عنه.

القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالنفس.

القرآن عبارة عن المعنى القديم.

القرآن صفة فعل لا صفة ذات.

قول اللفظية منهم: لفظي بالقرآن مخلوق.

القرآن قديم، وهو معنى قائم بنفسه تعالى، ليس بحرف ولا صوت.

القرآن قول جبريل وعبارته، ألَّفه بإلهام الله له.

كتاب الله غير القرآن (١) .

أمام هذه المقولات الباطلة، والعبارات الفاسدة، ذات المقاصد والمحامل الناقضة لعقيدة الإسلام، قام سلف هذه الأُمة، وخيارها، وأئمتها، وهداتها، في وجوه هؤلاء، ونقضوا عليهم مقالاتهم، وأوضحوا للناس معتقدهم، وثبتوا الناس عليه بتثبيت الله لهم، فقالوا: هذا المنزل، هو القرآن، وهو كلام الله، وأنه عربي.

القرآن كلام الله حقيقة.

القرآن كلام الله غير مخلوق.

القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ تنزيلاً، ويعود إليه حُكْماً. وانظر ترجمة هارون العبكري من ((طبقات ابن أبي يعلى: ١/ ٣٩٨)) .

الكلام كلام الباري، والصوت صوت القري.

فنضَّر الله وجوه أهل السنة والجماعة، وكثَّر اللهُ جمعهم، وجعلنا منهم في نصرة الدِّين، والذَّبِّ عنه، والوقوف أمام جميع المخالفين.

وإن لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- مواقف حافلة بالعلم الشرعي، في الرد على هذه المقولات الباطلة، وأن هذه المقولة: ((القرآن مخلوق)) كفر، وأن من قال: ((القرآن مخلوق)) معتقداً لازم قوله، عالماً به؛ فهو كافر، ومن لم يكفره فهو كافر، وأن مقولات الأشعرية، ومنها ما ذكر، جميعها تؤول إلى مقالات التجهم والاعتزال، فأولها بدعة وضلال، وآخرها كفر ونفاق. نعوذ بالله من الهوى وأهله.

وذكر شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - من يطلق عليه: (كفر دون كفر) ممن قال يخلق القرآن، كما في المسائل الماردينية: ٧٥ - ٧٦ و ((الفتاوى: ١٢ / ٤٨٧، ٤٩٨، ٥٢٤)) . وذكر فيه أيضاً: حكم من قاله جاهلاً للوازمه. وحكم من قاله مُكْرهاً.

مما يدلك على أهمية المسألة، وما فيها من تفصيل، مع التسليم بأن الذي أجمع عليه المسلمون: أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. وأن القول بخلق القرآن كفر إجماعاً. وأن القائل به عن علم وعناد كافر إجماعاً. وأن من قاله: جاهلاً، أو مكرهاً، فهو معذور مثل المكرهين يوم المحنة. بقي النظر في حكم من قاله في مراتب بين ذلك بيَّنها شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - وغيره من أهل العلم. والله أعلم.

تنبيه: انظر كيف تقوم النظرات الإلحادية في كتاب الله من بعض المنتسبين إلى الإسلام في زماننا، على أنقاض هذه المقولات القديمة عن أخلاف السوء، أهل الأهواء؛ فيؤلف أحد الدماشقة المعاصرين، البعيد عن تلقي علوم الشريعة لأن تخصصه في: ((المهندسين)) ، ودراسته في: ((روسيا)) فيعود مشحوناً عقله وقلبه بالإلحاد في كتاب الله لينثره بين المسلمين، فألَّف كتابه المشؤوم: ((الكتاب والقرآن)) فأتى فيه بالطَّمِّ، والرَّمِّ، ونقض الفضائل، ونشر هتك المحارم، وعيشة البهائم، وقد ردَّ عليه عدد من أهل الإسلام، وكشفوا زيفه وأنه دسيسة شيوعية، وقلم مأجور، وفكر ملوث، وعقل مشترى، نعوذ بالله من حال هذا البائس وأمثاله.

معجم المناهي اللفظية ،ص:426إلى 428.


(١) لابن قدامه في كتابه: المناظرة ص/ ٢٢ - ٢٣ نقض لها. مهم.

Loading...