مرة

مرة

اللفظ / العبارة' مرة
متعلق اللفظ مسألة فقهية / عقدية
الحكم الشرعي مكروه
القسم المناهي اللفظية
Content

قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في ((تحفة المودود)) في بيان الأسماء المكروهة: (فصل: ومنها الأسماء التي لها معان تكرهها النفوس ولا تلائمها، كحرب ومرة وكلب وحية وأشباهها، وقد تقدم الأثر الذي ذكره مالك في موطئه: ((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -له: اجلس، ثم قال: من يحلب هذه؟ فقام رجل آخر، فقال له: ما اسمك؟ قال: حرب، فقال له: اجلس، ثم قال: من يحلب هذه؟ فقام رجل، فقال: أنا، قال: ما اسمك؟ قال: يعيش، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: احلب)) فكره مباشرة المسمى بالاسم المكروه لحلب الشاة.

وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يشتد عليه الاسم القبيح ويكرهه جداً من الأشخاص والأماكن والقبائل والجبال، حتى إنه مر في مسير له بين جبلين، فقال: ما ((اسمهما؟)) فقيل له: فاضح ومخز، فعدل عنهما، ولم يمر بينهما، وكان عليه السلام شديد الاعتناء بذلك، ومن تأمل السنة وجد معانِي في الأسماء مرتبطاً بها، حتى كأن معانيها مأخوذة منها، وكأن الأسماء مشتقة من معانيها، فتأمل قوله عليه الصلاة والسلام: ((أسلم: سلمها الله. وغفار: غفر الله لها. وعُصيَّة: عصت الله)) .

وقوله لما جاء سهيل بن عمرو يوم الصلح: ((سهل أمركم)) ، وقوله لبريدة لما سأله عن اسمه، فقال: بريدة. قال: ((يا أبا بكر: برد أمرنا)) ثم قال: ((ممن أنت؟)) قال: من أسلم، فقال لأبي بكر ((سلمنا)) ، ثم قال: ((ممن؟)) قال: من سهم، قال: ((خرج سهمك)) . ذكره أبو عمر في استذكاره. حتى إنه كان يعتبر ذلك في التأويل، فقال: ((رأيت كأنا في دار عقبة بن رافع، فأتينا برطب من رطب ابن طاب، فأوّلت العاقبة لنا في الدنيا والرفعة، وإن ديننا قد طاب)) .

وإذا أردت أن تعرف تأثير الأسماء في مسمياتها، فتأمل حديث سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال: أتيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ما اسمك؟)) قلت: حزن، فقال: ((أنت سهل)) ، قال: قلت: لا أُغيِّر اسماً سمّانيه أبي، قال ابن المسيب: فما زالت تلك الحزونة فينا بعد. رواه البخاري في صحيحه، والحزونة: الغلظة، ومنه أرض حزنة وأرض سهلة. وتأمل ما رواه مالك في الموطأ عن يحيي بن سعيد أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال لرجل ما اسمك؟ قال: جمرة، قال: ابن من؟ قال: ابن شهاب، قال: ممن؟ قال: من الحرقة، قال: أين مسكنك؟ قال: بحرة النار، قال: بأيتها؟ قال: بذات لظى، قال عمر: أدرك أهلك فقد هلكوا واحترقوا. فكان كما قال عمر، هذه رواية مالك.

ورواه الشعبي، فقال: جاء رجل من جهينة إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: ما اسمك؟ قال: شهاب، قال: ابن من؟ قال: ابن جمرة، قال: ابن من؟ قال: ابن ضرام، قال ممن؟ قال: من الحرقة، قال: أين منزلك؟ قال: بحرة النار، قال: ويحك أدرك أهلك ومنزلك، فقد احرقتهم. قال: فأتاهم فألفاهم قد احترق عامتهم.

(٢) (مُرَّة: تحفة المودود ص / ١٢٠ - ١٢٥. زاد المعاد ٢/ ٦. الوابل الصيب ص / ٢٤٥. مصنف عبد الرزاق ١١ / ٢١. معالم السنن ٤/ ١٢٦. الأدب المفرد ٢/ ٣٠٠. الإصابة ٣/ ٢٥. برقم / ٣٠٧٧. كنز العمال ١٦ / ٤٢٥. السلسلة الصحيحة ٣/ ٣٣. ومضى في حرف التاء: تعس الشيطان وفي حرف الفاء: فرعون.

معجم المناهي اللفظية ،ص:484ـ485.

Loading...