المسرعون بقراءة القرآن
المسرعون بقراءة القرآن |
|
---|---|
اللفظ / العبارة' | المسرعون بقراءة القرآن |
متعلق اللفظ | مسائل فقهية |
الحكم الشرعي | مكروه |
القسم | المناهي العملية |
Content | يوجد في بعض المساجد من حفظة القرآن من يأوى إليها ويأخذ في التلاوة عن ظهر قلبه سرًّا او جهرًا بسرعة زائدة مخالفة لأدب التلاوة وقد نبه على ذلك الإمام الغزالي في باب المغرورين من إحيائه قال وفرقة أخرى اغتروا بقراءة القرآن فيهذونه هذوًا وربما يختمونه في اليوم والليلة مرة ولسان أحدهم يجري به وقلبه يتردد في أودية الأماني إذ لا يتفكر في معاني القرآن ينزجر بزواجره ويتعظ بمواعظه ويقف عند أوامره ونواهيه ويعتبر بمواضع الاعتبار فيه فهو مغرور يظن أن المقصود من إنزال القرآن الهمهمة به مع الغفلة عنه، ومثاله عبد كتب إليه مالكه كتابًا وأشار عليه فيه بالأوامر والنواهي فلم يصرف عنايته إلى فهمه والعمل به، ولكن اقتصر على حفظه فهو مستمر على خلاف ما أمره به مولاه إلا أنه مكرر للكتاب بصوته ونغمته كل يوم مائة مرة فهو مستحق للعقوبة ومهما ظن أن ذلك هو المراد منه فهو مغرور. نعم تلاوته إنما يراد لكيلا ينسى بل لحفظه وحفظه يراد لمعناه ومعناه يراد للعمل به والانتفاع بمعانيه، وقد يكون له صوت طيب فهو يقرؤه ويلتذ به ويغتر باستلذاذه ويظن أن ذلك لذة مناجاة الله تعالى وسماع كلامه وإنما همه لذته في صوته ولو ردد ألحانه بشعر أو كلام آخر لالتذ به ذلك الالتذاذ، فهو مغرور إذ لم يتفقد قلبه فيعرفه أن لذته من كلام الله من حيث نظمه ومعانيه. ا. هـ. إصلاح المساجد من البدع والعوائد ،ص: 127ـ128. |