بيانات المؤلف

علي بن الحسين بن هندو أبو الفرج
الديانة مسلم
التوجه سني
المذهب الفقهي
المذهب العقدي
العهد متقدم
تاريخ الميلاد 331
تاريخ الوفاة 410

هو أبو الفرج علي بن الحسين بن هندو، طبيب وفيلسوف وأديب ذائع الصيت في عصره، ولد في قم في بلاد فارس/إيران سنة 331هـ، ولهذا تشير إليه بعض المصادر بالقمّي نسبةً إلى مدينة قم، ارتحل عن قم إلى مدينة الري وقضى فيها قرابة الثلاثة عشرة عاماً، ثم ارتحل إلى بغداد طلباً للعلم؛ فنسبته بعض المصادر إليها، وهناك التقى أبي الحسن علي بن سوار المعروف بـ ابن الخمار حيث تتلمذ عليه فترةً قبل أن يغادر بغداد متوجّهاً إلى نيسابور سنة 380هـ ملتحقا بخدمة الأمير شمس المعالي قابوس بن وشمكيرتـ 403هـ/1012م الذي كان أميراً على جرجان وبلاد الجبل وطبرستان حيث التقي في بلاطه بالعالم المشهور أبي الريحان البيروني تـ 440 هـ/1048.

تتركز مؤلفات ابن هندو في ثلاث مجالات هي الطب والفلسفة والأدب.ففي مجال الطب يعد كتاب مفتاح الطب أشهر مؤلفاته، وقد نشر في طهران عام 1989، بتحقيق مهدي محقق. وقد أشار ابن أبي أصيبعة إلى مكانة ابن هندو في علوم الطب فقال في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء
ما نصّه:
«هو الأستاذ السيد الفاضل أبو الفرج علي بن الحسين ابن هندو من الأكابر
المتميزين في العلوم الحكمية والأمور الطبية والتصانيف المشهورة»
أما في مجال الفلسفة فقد ألف ابن هندو عددا من المقالات التي كان أشهرها
مقالته المسماة«مقالة في وصف المعاد الفلسفي» التي تأثر بها واقتبس عنها مسكويه.أما
عن مكانة ابن هندو الأدبية، فقد تميز شعر ابن هندو برقة الألفاظ وجمال
الصور المبتدعة. وقد تناول في شعره موضوعات جدية وهزلية، بعضها في الغزل
وبعضها الآخر في الوصف أو الهجاء أو المديح. وقد وصف الثعالبي في تتمة
اليتيمة، الجزء الأول صفحة 135، ابن هندو بقوله بأنه: «الأستاذ فرد الدهر
في الشعر، وأوحد أهل الفضل في صيد المعاني الشوارد مع تهذيب الألفاظ
البليغة، وتقريب الأغراض البعيدة». وقد وصفه الباخرزي في كتابه دمية القصر بأنه أمير النظم والنثر.

أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن هندو (335-423هـ/946-1031م) من أكبر فلاسفة شرقي الدولة العربية الإسلامية في القرنين الرابع والخامس الهجريين، وهو أديب وشاعر أيضاً. عاصر البيروني وابن سينا وابن العميد.

ولد ابن هندو في مدينة قم الإيرانية، ونشأ بالري، ومات في أَستراباد،
ويرجح معظم المؤرخين أنه كان من أصل عربي، وقد نشأ ابن هندو في أسرة كريمة
ذات مكانة اجتماعية عالية في الرَّي وقم. تلقى علومه الأولى في اللغة،
والآداب، والتاريخ، والفقه والعقيدة الإمامية في مدينة الري، وفي سن
السابعة عشرة تقريباً غادرها إلى مدينة أرجان حيث عمل في خدمة عضد الدولة البويهي كاتباً للإنشاء في ديوان الدولة الذي كان يترأسه عمه أبو محمد بن هندو، وقد ظهر ابن هندو إبان زيارة المتنبي لعضد الدولة عام 354هـ.

كان هدف ابن هندو الطموح أن يصل يوماً لمنصب الوزارة، ولهذا فقد
سخَّر كل قدراته العقلية وأدبه وشعره في خدمة هذا الهدف، وتنقل من أجل هذا
بين الملوك والأمراء ونواب السلطان سعياً وراء هذا المنصب.

ومن المرجح أن يكون أبو الفرج بن هندو قد ترك أرجان إلى الري سنة 369هـ. بإيعاز من عضد الدولة، أو أنه رغب في مرافقة الصاحب بن عباد
إلى الري عقب زيارته لعضد الدولة. وفي الري تتلمذ ابن هندو في الأدب
والشعر والكتابة على الصاحب بن عباد الذي اكتشف مواهبه، فقربه إليه ورفع من
مكانته، وأغدق عليه النعم.

توجه ابن هندو نحو عام 372/373هـ إلى نيسابور
حيث أمضى نحو عامين في دراسة الفلسفة والمنطق على أكبر فلاسفة العالم
الإسلامي في ذلك الوقت الفيلسوف أبي الحسن محمد ابن يوسف العامري (ت
381هـ)، ثم توجه عام 375هـ إلى بغداد حيث درس الطب على يد واحد من أبرز
الأطباء في ذلك العصر وهو ابن الخمار
أبو الخير الحسن بن سوّار (ت 407هـ)، وأتم دراسته في بغداد نحو عام 380هـ
فغادرها عائداً إلى نيسابور والتحق بخدمة شمس المعالي قابوس بن وشمكير.

كان ابن هندو في هذه الفترة واحداً من الشعراء والأدباء والفلاسفة
والأطباء الذين ازدان بهم بلاط الأمير شمس المعالي قابوس (366-403هـ) راعي
الأدباء والفلاسفة حاكم طبرستان وجرجان، وكان هذا الأمير شاعراً وكاتباً
بليغاً ترك رسائل كثيرة، ورعى ابن سينا، وأبا الريحان البيروني، وقد التقى
ابن هندو في هذه البلاط البيروني.

كان ابن هندو شاعراً فذاً بلغ ديوانه ثلاثين ألف بيت. ومن أشعاره قوله:












أطال بين البـلاد تجـوالي     قصور ما لي وطول آمالي
إن رحت عن بلدةٍ غدوت إلى أخرى، فما تستقر أحمالي
كأنني فكـرة المـوسوس لا تبقى مدى لحظة على حالي



كان ابن هندو في آخر حياته كثير الترحال بين البلاد باحثاً عن وظيفة تليق
به يسد منها حاجته إلى المال فعمل في خدمة والدة مجد الدولة في قزوين والري، وأخيراً استقر في أستراباد وتوفي فيها.

Loading...