بيانات المؤلف
عبد الرحمن بن ناصر السعدي
الديانة | مسلم |
التوجه | سني |
المذهب الفقهي | حنبلي |
المذهب العقدي | أهل الحديث |
العهد | معاصر |
تاريخ الميلاد | 1307 |
تاريخ الوفاة | 1376 |
العلّامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (1307هـ/1889م - 1376هـ/1956م)
هو الشيخ أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر السعدي، من آل سعدي من الحمران، من قبيلة النواصر إحدى قبائل تميم، ولد في بلدة عنيزة في القصيم، وذلك يوم 12محرم عام ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة النبوية الشريفة، وتوفيت أمه وله من العمر أربع سنون، وتوفي والده وهو في السابعة، فتربى يتيمًا ولكنه نشأ نشأةً حسنةً، وكان قد استرعى الأنظار منذ حداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة ف? التعلم، قرأ القرآن بعد وفاة والده ثم حفظه عن ظهر قلب، وأتقنه وعمره أحد عشر سنة، ثم اشتغل في التعلم على علماء بلده وعلى من قدم بلده من العلماء، فاجتهد وجد حتى نال الحظ الأوفر من كل فن من فنون العلم، ولما بلغ من العمر ثلاثًا وعشرين سنة جلس للتدريس فكان يتعلم ويُعلِّم، ويقضي جميع أوقاته في ذلك حتى أنه في عام ألف وثلاثمائة وخمسين صار التدريس ببلده راجعًا إليه، ومعوَّل جميع الطلبة في التعلم عليه. شيوخه: أخذ عن الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر، وهو أول من قرأ عليه، وكان يصف شيخه بحفظه للحديث، ويتحدث عن ورعه ومحبته للفقراء مع حاجته ومواساتهم، وكثيرًا ما يأتيه الفقير في اليوم الشاتي فيخلع أحد ثوبيه ويلبسه الفقير مع حاجته إليه، وقلة ذات يده رحمه الله. ومن مشايخه أيضًا الشيخ محمد بن عبد الكريم الشبل، قرأ عليه في الفقه وعلوم العربية وغيرهما. والشيخ صالح بن عثمان القاضي (قاضي عنيزة) قرأ عليه في التوحيد والتفسير والفقه أصوله وفروعه وعلوم العربية، وهو أكثر من قرأ عليه ولازمه ملازمةً تامةً حتى توفي رحمه الله. · الشيخ عبد الله بن عايض. · الشيخ صعب القويجري. · الشيخ على السناني. · الشيخ على الناصر أبو وادي، قرأ عليه في الحديث، وأخذ عنه الأمهات الست وغيرها وأجازه في ذلك. · الشيخ محمد بن الشيخ عبد العزيز المحمد المانع (مدير المعارف في المملكة العربية السعودية) في ذلك الوقت، وقد قرأ عليه في عنيزة. · الشيخ محمد الشنقيطي (نزيل الحجاز قديما ثم الزبير)، لما قدم عنيزة وجلس فيها للتدريس قرأ عليه في التفسير والحديث وعلوم العربية، كالنحو والصرف ونحوهما. شمائله: كان على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة، متواضعًا للصغير والكبير والغني والفقير، وكان يقضي بعض وقته في الاجتماع بمن يرغب حضوره فيكون مجلسهم ناديًا علميًّا، حيث أنه يحرص أن يحتوي على البحوث العلمية والاجتماعية، ويحصل لأهل المجلس فوائد عظمى من هذه البحوث النافعة التي يشغل وقتهم فيها، فتنقلب مجالسهم العادية عبادةً ومجالس علميةً، ويتكلم مع كل فرد بما يناسبه، ويبحث معه في المواضيع النافعة له دنيا وآخرة، وكثيرًا ما يحل المشاكل بإرضاء الطرفين في الصلح العادل، وكان ذا شفقة على الفقراء والمساكين والغرباء مادًّا يد المساعدة لهم بحسب قدرته، ويستعطف لهم المحسنين ممن يعرف عنهم حب الخير في المناسبات، وكان على جانب كبير من الأدب والعفة والنزاهة والحزم في كل أعماله، وكان من أحسن الناس تعليمًا وأبلغهم تفهيمًا، مرتِّبًا لأوقات التعليم، ويعمل المناظرات بين تلاميذه المحصلين لشخذ أفكارهم، ويجعل الجعل لمن يحفظ بعض المتون. ويتشاور مع تلاميذه في اختيار الأنفع من كتب الدراسة، ويرجح ما عليه رغبة أكثرهم، ومع التساوي يكون هو الحكم، ولا يمل التلاميذ من طول وقت الدراسة إذا طال لأنهم يتلذذون من مجالسته، ولذا حصل له من التلاميذ المحصلين عدد كثير، وكان ذا معرفة تامة في الفقه، أصوله وفروعه، وفي أول أمره كان متمسكًا بالمذهب الحنبلي تبعًا لمشايخه، وحفظ بعض المتون من ذلك، وكان له مصنف في أول أمره في الفقه، نظم رجز نحو أربعمائة بيت وشرحه شرحًا مختصرًا، ولكنه لم يرغب ظهوره لأنه على ما يعتقده أولًا، وكان أعظم اشتغاله وانتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم، وحصل له خير كثير بسببهما في علم الأصول والتوحيد والتفسير والفقه وغيرها من العلوم النافعة، وبسبب استنارته بكتب الشيخين المذكورين صار لا يتقيد بالمذهب الحنبلي، بل يرجح ما ترجح عنده بالدليل الشرعي، ولا يطعن في علماء المذاهب كبعض المتهوسين هدانا الله وإياهم للصواب والصراط المستبين. وله اليد الطولى في التفسير، إذ قرأ عدة تفاسير وبرع فيها، وألف تفسيرًا جليلًا في عدة مجلدات، فسّره بالبديهة من غير أن يكون عنده وقتَ التصنيف كتابُ تفسير ولا غيره، ودائمًا يقرأ والتلاميذ في القرآن الكريم ويفسره ارتجالًا، ويستطرد ويبين من معاني القرآن وفوائده، ويستنبط منه الفوائد البديعة والمعاني الجليلة، حتى أن سامعه يود أن لا يسكت لفصاحته وجزالة لفظه وتوسعه في سياق الأدلة والقصص، ومن اجتمع به وقرأ عليه وبحث معه عرف مكانته في المعلومات، كذلك من قرأ مصنفاته وفتاويه. الثمرات: كان رحمه الله تعالى ذا عناية بالغة بالتأليف، فشارك في كثيرٍ من فنون العلم؛ فألّف في التوحيد، والتفسير، والفقه، والحديث، والأصول، والآداب، وغيرها، وأغلب مؤلفاته مطبوعة إلا اليسير منها. وإليك سرد لهذه المؤلفات:
1- الأدلة والقواطع والبراهين في إبطال أصول الملحدين. 2- الإرشاد إلى معرفة الأحكام. 3- انتصار الحق. 4- بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخيار. 5- التعليق وكشف النقاب على نظم قواعد الإعراب. 6- توضيح الكافية الشافية. 7- التوضيح والبيان لشجرة الإيمان. 8- التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة. 9- تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله. 10- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. 11- تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن. 12- الجمع بين الإنصاف ونظم ابن عبد القوي. 13- الجهاد في سبيل الله، أو واجب المسلمين وما فرضه الله عليهم في كتابه نحو دينهم وهيئتهم الاجتماعية. 14- الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية. 15- حكم شرب الدخان. 16- الخطب المنبرية على المناسبات. 17- الدرة البهية شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية. 18- الدرة المختصرة في معاني دين الإسلام. 19- الدلائل القرآنية في أن العلوم النافعة العصرية داخلة في الدين الإسلامي. 20- الدين الصحيح يحل جميع المشاكل. 21- رسالة في القواعد الفقهية. 22- رسالة لطيفة جامعة في أصول الفقه المهمة. 23- الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة. 24- سؤال وجواب في أهم المهمات. 25- طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول. 26- الفتاوى السعدية. 27- فتح الرب الحميد في أصول العقائد والتوحيد. 28- فوائد مستنبطة من قصة يوسف. 29- الفواكه الشهية في الخطب المنبرية. 30- القواعد الحسان لتفسير القرآن. 31- القواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة. 32- القول السديد في مقاصد التوحيد. 33- مجموع الخطب في المواضيع النافعة. 34- مجموع الفوائد واقتناص الأوابد. 35- المختارات الجلية من المسائل الفقهية. 36- المواهب الربانية من الآيات القرآنية. 37- منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين. 38- المناظرات الفقهية. 39- منظومة في أحكام الفقه. 40- منظومة في السير إلى الله والدار الآخرة. وكان غاية قصده من التصنيف هو نشر العلم والدعوة إلى الحق، ولهذا يؤلف ويكتب ويطبع ما يقدر عليه من مؤلفاته، لا ينال منها عرضًا زائلًا أو يستفيد منها عرض الدنيا، بل يوزعها مجانًا ليعم النفع بها، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا، ووفقنا الله إلى ما فيه رضاه. اختيارات العلامة عبدالرحمن السعدي [1]: ص 29: الفعل الذي تجرد من الأمر يدل على الاستحباب. ص15: الصحيح أن الماء قسمان: طهورٌ ونجس. ص 16: الصحيح أن الماء الذي خلت به المرأة كغيره من الماء. ص17: الصحيح أن الانسان إذا غمس يده في الإناء أن الماء طهور. ص 19: الصحيح أنه إذا زال تغير الماء النجس بنزح أو إضافة فانه يطهر. ص 19: الصحيح في اشتباه الثياب النجسة بالطاهرة أنه يتحرى ويصلي في ثوب واحد صلاة واحدة. ص 21: الصحيح أنه لا يستحب المسح ولا النتر عند الاستنجاء. ص21: الصحيح أنه لا يكره استقبال النيرين. ص 23: الصحيح أن الختان لا يجب على الأنثى. ص24: الصحيح أنه لا يستحب مجاوزة محل الفرض في الوضوء. ص 25: الصحيح أنه لا يستحب أخذ ماء جديد للأذنين. ص 25: الصحيح أن كل خف يمسح عليه سواء كان مخرقاً أو مفتقاً سواء أمكن المشي أم لا. ص 27: الصحي? أن طهارة الماسح لا تبطل بخلع الخف الممسوح. ص 28: الصحيح أن مسح الجبيرة لا يشترط له تقدم الطهارة. ص 28: الصحيح أن تمام المدة في المسح على الخفين لا تنقض الوضوء. ص 28: الصحيح أن الدم والقيء ونحوهما لا ينقض الوضوء قليله وكثيره. ص 29: الصحيح أن جميع أجزاء الإبل ناقضة للوضوء. ص30: الصحيح أن التثليث لا يشرع في الغسل إلا في غسل الرأس. ص 33: الصحيح أن لا يجب التيمم ولا يشرع من نجاسة البدن. ص 34: الصحيح في غسل النجاسات كلها غير الكلب أن يكفي فيها غسلة واحدة، فإذا لم تذهب فإنه يزيد حتى تذهب النجاسة. ص35: الصحيح أن النجاسة إذا زالت بأي شيء يكون بماء أو غيره فإنها تطهر. ص36:الصحيح أن البغل والحمار طاهران في الحياة فريقهما وعرقهما طاهر. ص 41: الصحيح أنه يجوز وطء المستحاضة. ص 43: الصحيح وجوب الأذان حتى على المسافرين للعمومات. ص 44: الصحيح أن المؤذن والمقيم لا يجيبان أنفسهما. ص 44: الصحيح أن الصلاة لا تدرك إلا بركعة. ص 45: يسقط الترتيب في قضاء الفوائت بالنسيان. ص 45: الصحيح أن ستر المنكبين أو أحدهما في الصلاة للرجل من باب تكميلها وتمامها، وأنه ليس بشرط، ولأن المنكب ليس بعورة فستره في الصلاة من باب تكميلها وهو قول الجمهور. ص 46: الصحيح أنه لو صلى في ثوب نجس ناسيًاً فصلاته صحيحة. ص46: الصحيح أن ستر المنكبين ليس بواجب. ص 48: الأصل أن الصلاة جائزة في جميع بقاع الأرض. ص 49: الصحيح أن المتنفل على راحلته لا يلزمه الاستقبال في الركوع أو السجود أو الإحرام. ص 50: الصحيح أن المصلي إذا عرض له في صلاته ما أوجب قلبها نفلًا أو انتقالًا من انفراد إلى إتمام وبالعكس ومن إمامةٍ إلى ائتمام أن ذلك كله جائز. ص 51: إذا خرج الإمام من صلاته لحدث فإن له أن يستخلف وإن صلوها فرادى جاز ذلك. ص 52: الصواب أن الكلام سهوًا لا يُبطل الصلاة. ص 55: الصواب أنه لا تشهُّد عقب سجود السهو. ص56: الصحيح أن سجدة (ص) لا تبطل الصلاة، وإذا سجد بها القارئ لأن سببها القراءة المتعلقة بالصلاة. ص68: الصواب أن الوقوف على يمين الإمام سنة مؤكدة، فتصح الصلاة على يساره. ص70: لم يثبت في صلاة المريض إلا حديث (يصلي المريض قائمًا فإن لم يستطع فقاعدًا)، وأما صلاته بطرفه وقلبه فلم تثبت. ص 73: الصحيح أنه لا يشترط نية الجمع ولا نية القصر. ص 74: الصحيح جواز الجمع إذا وُجد العذر، ولا يشترط الموالاة ولا النية. ص 76: الصواب أنه إذا صلى في الصف وحده لعُذرٍ جاز ذلك. ص 76: اشتراط أن يكون في الخطبة: الحمد لله والصلاة وعلى رسول الله، ثم قراءة آية (ليس على ذلك دليل). ص 78: الصواب أن صلاة العيد فرض عين. ص 78: الصواب استحباب استفتاح جميع الخط? بالحمد لله، لأنه لم يثبت غيره. ص 79: الصحيح في صلاة الكسوف حديث عائشة في (الصحيحين) أنه صلاةٌ في كل ركعة بركوعين وسجودين، وأما ما سواها من الصفات أنه وهمًا من الرواة كما قال ذلك أحمد والبخاري. ص80: الصواب جواز الصلاة على القبر ولو بعد شهر لأنه لم يرد فيه منع. ص 85: الصواب أن الإنسان إذا دفع الزكاة للوكيل، ودفع الوكيل الزكاة للمعطي أن ذلك يجزئ ولو لم ينو الوكيل بذلك. ص 85: الصواب جواز نقل الزكاة إلى بلد آخر لحاجة. ص 86: الصواب أنه إذا كان ليلة الثلاثين من شعبان فيها غيمٌ أو قترٌ أنه لا يجب صيام ذلك اليوم بل ولا يستحب. ص 86: الصواب أن المَطلع إذا اختلفت فلكل قوم رؤيتهم. ص 87: إذا علم الناس برؤية هلال رمضان نهارًاً لزمهم الإمساك قولًا واحدًاً، واختاره شيخ الإسلام عدم قضاء ذلك اليوم وهو قوي. ص 92: الصحيح عدم استحباب نية الاعتكاف لكل من دخل المسجد لعدم وروده. ص 100: الصواب أنه لا يحكم بإسلام أولاد أهل الذمة إذا مات أبويهم في دارنا. من كتاب: المختارات الجلية نقل الشيخ سلطان العمري.
تلاميذه: وقد أخذ عنه العلم خلق كثير يصعب حصرهم، منهم: 1- الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، خلف شيخه في إمامة الجامع بعنيزة، وفي التدريس والوعظ والخطابة. 2- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، عضو هيئة التمييز بالمنطقة الغربية. 3- الشيخ عبد العزيز بن محمد السلمان. 4- الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل. 5- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعدي، ابن الشيخ وكان ذا عناية بطبع مؤلفات والده.
من مصادر الترجمة:
- روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوداث السنين للشيخ محمد بن عثمان القاضي (219/1). - علماء نجد خلال ثمان قرون للشيخ عبد الله البسام (3/218). - مشاهير علماء نجد وغيرهم للشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ (ص 256). - مقدمة كتاب الرياض الناضرة لابن سعدي بقلم أحد تلاميذ الشيخ. - الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة، رسالة ماجستير إعداد د/عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد (من ص13 - 61).
رابط المادة: http://iswy.co/ev981
الكاتب:خالد سعد النجار المصري
هو الشيخ أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر السعدي، من آل سعدي من الحمران، من قبيلة النواصر إحدى قبائل تميم، ولد في بلدة عنيزة في القصيم، وذلك يوم 12محرم عام ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة النبوية الشريفة، وتوفيت أمه وله من العمر أربع سنون، وتوفي والده وهو في السابعة، فتربى يتيمًا ولكنه نشأ نشأةً حسنةً، وكان قد استرعى الأنظار منذ حداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة ف? التعلم، قرأ القرآن بعد وفاة والده ثم حفظه عن ظهر قلب، وأتقنه وعمره أحد عشر سنة، ثم اشتغل في التعلم على علماء بلده وعلى من قدم بلده من العلماء، فاجتهد وجد حتى نال الحظ الأوفر من كل فن من فنون العلم، ولما بلغ من العمر ثلاثًا وعشرين سنة جلس للتدريس فكان يتعلم ويُعلِّم، ويقضي جميع أوقاته في ذلك حتى أنه في عام ألف وثلاثمائة وخمسين صار التدريس ببلده راجعًا إليه، ومعوَّل جميع الطلبة في التعلم عليه. شيوخه: أخذ عن الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر، وهو أول من قرأ عليه، وكان يصف شيخه بحفظه للحديث، ويتحدث عن ورعه ومحبته للفقراء مع حاجته ومواساتهم، وكثيرًا ما يأتيه الفقير في اليوم الشاتي فيخلع أحد ثوبيه ويلبسه الفقير مع حاجته إليه، وقلة ذات يده رحمه الله. ومن مشايخه أيضًا الشيخ محمد بن عبد الكريم الشبل، قرأ عليه في الفقه وعلوم العربية وغيرهما. والشيخ صالح بن عثمان القاضي (قاضي عنيزة) قرأ عليه في التوحيد والتفسير والفقه أصوله وفروعه وعلوم العربية، وهو أكثر من قرأ عليه ولازمه ملازمةً تامةً حتى توفي رحمه الله. · الشيخ عبد الله بن عايض. · الشيخ صعب القويجري. · الشيخ على السناني. · الشيخ على الناصر أبو وادي، قرأ عليه في الحديث، وأخذ عنه الأمهات الست وغيرها وأجازه في ذلك. · الشيخ محمد بن الشيخ عبد العزيز المحمد المانع (مدير المعارف في المملكة العربية السعودية) في ذلك الوقت، وقد قرأ عليه في عنيزة. · الشيخ محمد الشنقيطي (نزيل الحجاز قديما ثم الزبير)، لما قدم عنيزة وجلس فيها للتدريس قرأ عليه في التفسير والحديث وعلوم العربية، كالنحو والصرف ونحوهما. شمائله: كان على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة، متواضعًا للصغير والكبير والغني والفقير، وكان يقضي بعض وقته في الاجتماع بمن يرغب حضوره فيكون مجلسهم ناديًا علميًّا، حيث أنه يحرص أن يحتوي على البحوث العلمية والاجتماعية، ويحصل لأهل المجلس فوائد عظمى من هذه البحوث النافعة التي يشغل وقتهم فيها، فتنقلب مجالسهم العادية عبادةً ومجالس علميةً، ويتكلم مع كل فرد بما يناسبه، ويبحث معه في المواضيع النافعة له دنيا وآخرة، وكثيرًا ما يحل المشاكل بإرضاء الطرفين في الصلح العادل، وكان ذا شفقة على الفقراء والمساكين والغرباء مادًّا يد المساعدة لهم بحسب قدرته، ويستعطف لهم المحسنين ممن يعرف عنهم حب الخير في المناسبات، وكان على جانب كبير من الأدب والعفة والنزاهة والحزم في كل أعماله، وكان من أحسن الناس تعليمًا وأبلغهم تفهيمًا، مرتِّبًا لأوقات التعليم، ويعمل المناظرات بين تلاميذه المحصلين لشخذ أفكارهم، ويجعل الجعل لمن يحفظ بعض المتون. ويتشاور مع تلاميذه في اختيار الأنفع من كتب الدراسة، ويرجح ما عليه رغبة أكثرهم، ومع التساوي يكون هو الحكم، ولا يمل التلاميذ من طول وقت الدراسة إذا طال لأنهم يتلذذون من مجالسته، ولذا حصل له من التلاميذ المحصلين عدد كثير، وكان ذا معرفة تامة في الفقه، أصوله وفروعه، وفي أول أمره كان متمسكًا بالمذهب الحنبلي تبعًا لمشايخه، وحفظ بعض المتون من ذلك، وكان له مصنف في أول أمره في الفقه، نظم رجز نحو أربعمائة بيت وشرحه شرحًا مختصرًا، ولكنه لم يرغب ظهوره لأنه على ما يعتقده أولًا، وكان أعظم اشتغاله وانتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم، وحصل له خير كثير بسببهما في علم الأصول والتوحيد والتفسير والفقه وغيرها من العلوم النافعة، وبسبب استنارته بكتب الشيخين المذكورين صار لا يتقيد بالمذهب الحنبلي، بل يرجح ما ترجح عنده بالدليل الشرعي، ولا يطعن في علماء المذاهب كبعض المتهوسين هدانا الله وإياهم للصواب والصراط المستبين. وله اليد الطولى في التفسير، إذ قرأ عدة تفاسير وبرع فيها، وألف تفسيرًا جليلًا في عدة مجلدات، فسّره بالبديهة من غير أن يكون عنده وقتَ التصنيف كتابُ تفسير ولا غيره، ودائمًا يقرأ والتلاميذ في القرآن الكريم ويفسره ارتجالًا، ويستطرد ويبين من معاني القرآن وفوائده، ويستنبط منه الفوائد البديعة والمعاني الجليلة، حتى أن سامعه يود أن لا يسكت لفصاحته وجزالة لفظه وتوسعه في سياق الأدلة والقصص، ومن اجتمع به وقرأ عليه وبحث معه عرف مكانته في المعلومات، كذلك من قرأ مصنفاته وفتاويه. الثمرات: كان رحمه الله تعالى ذا عناية بالغة بالتأليف، فشارك في كثيرٍ من فنون العلم؛ فألّف في التوحيد، والتفسير، والفقه، والحديث، والأصول، والآداب، وغيرها، وأغلب مؤلفاته مطبوعة إلا اليسير منها. وإليك سرد لهذه المؤلفات:
1- الأدلة والقواطع والبراهين في إبطال أصول الملحدين. 2- الإرشاد إلى معرفة الأحكام. 3- انتصار الحق. 4- بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخيار. 5- التعليق وكشف النقاب على نظم قواعد الإعراب. 6- توضيح الكافية الشافية. 7- التوضيح والبيان لشجرة الإيمان. 8- التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة. 9- تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله. 10- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. 11- تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن. 12- الجمع بين الإنصاف ونظم ابن عبد القوي. 13- الجهاد في سبيل الله، أو واجب المسلمين وما فرضه الله عليهم في كتابه نحو دينهم وهيئتهم الاجتماعية. 14- الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية. 15- حكم شرب الدخان. 16- الخطب المنبرية على المناسبات. 17- الدرة البهية شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية. 18- الدرة المختصرة في معاني دين الإسلام. 19- الدلائل القرآنية في أن العلوم النافعة العصرية داخلة في الدين الإسلامي. 20- الدين الصحيح يحل جميع المشاكل. 21- رسالة في القواعد الفقهية. 22- رسالة لطيفة جامعة في أصول الفقه المهمة. 23- الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة. 24- سؤال وجواب في أهم المهمات. 25- طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول. 26- الفتاوى السعدية. 27- فتح الرب الحميد في أصول العقائد والتوحيد. 28- فوائد مستنبطة من قصة يوسف. 29- الفواكه الشهية في الخطب المنبرية. 30- القواعد الحسان لتفسير القرآن. 31- القواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة. 32- القول السديد في مقاصد التوحيد. 33- مجموع الخطب في المواضيع النافعة. 34- مجموع الفوائد واقتناص الأوابد. 35- المختارات الجلية من المسائل الفقهية. 36- المواهب الربانية من الآيات القرآنية. 37- منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين. 38- المناظرات الفقهية. 39- منظومة في أحكام الفقه. 40- منظومة في السير إلى الله والدار الآخرة. وكان غاية قصده من التصنيف هو نشر العلم والدعوة إلى الحق، ولهذا يؤلف ويكتب ويطبع ما يقدر عليه من مؤلفاته، لا ينال منها عرضًا زائلًا أو يستفيد منها عرض الدنيا، بل يوزعها مجانًا ليعم النفع بها، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا، ووفقنا الله إلى ما فيه رضاه. اختيارات العلامة عبدالرحمن السعدي [1]: ص 29: الفعل الذي تجرد من الأمر يدل على الاستحباب. ص15: الصحيح أن الماء قسمان: طهورٌ ونجس. ص 16: الصحيح أن الماء الذي خلت به المرأة كغيره من الماء. ص17: الصحيح أن الانسان إذا غمس يده في الإناء أن الماء طهور. ص 19: الصحيح أنه إذا زال تغير الماء النجس بنزح أو إضافة فانه يطهر. ص 19: الصحيح في اشتباه الثياب النجسة بالطاهرة أنه يتحرى ويصلي في ثوب واحد صلاة واحدة. ص 21: الصحيح أنه لا يستحب المسح ولا النتر عند الاستنجاء. ص21: الصحيح أنه لا يكره استقبال النيرين. ص 23: الصحيح أن الختان لا يجب على الأنثى. ص24: الصحيح أنه لا يستحب مجاوزة محل الفرض في الوضوء. ص 25: الصحيح أنه لا يستحب أخذ ماء جديد للأذنين. ص 25: الصحيح أن كل خف يمسح عليه سواء كان مخرقاً أو مفتقاً سواء أمكن المشي أم لا. ص 27: الصحي? أن طهارة الماسح لا تبطل بخلع الخف الممسوح. ص 28: الصحيح أن مسح الجبيرة لا يشترط له تقدم الطهارة. ص 28: الصحيح أن تمام المدة في المسح على الخفين لا تنقض الوضوء. ص 28: الصحيح أن الدم والقيء ونحوهما لا ينقض الوضوء قليله وكثيره. ص 29: الصحيح أن جميع أجزاء الإبل ناقضة للوضوء. ص30: الصحيح أن التثليث لا يشرع في الغسل إلا في غسل الرأس. ص 33: الصحيح أن لا يجب التيمم ولا يشرع من نجاسة البدن. ص 34: الصحيح في غسل النجاسات كلها غير الكلب أن يكفي فيها غسلة واحدة، فإذا لم تذهب فإنه يزيد حتى تذهب النجاسة. ص35: الصحيح أن النجاسة إذا زالت بأي شيء يكون بماء أو غيره فإنها تطهر. ص36:الصحيح أن البغل والحمار طاهران في الحياة فريقهما وعرقهما طاهر. ص 41: الصحيح أنه يجوز وطء المستحاضة. ص 43: الصحيح وجوب الأذان حتى على المسافرين للعمومات. ص 44: الصحيح أن المؤذن والمقيم لا يجيبان أنفسهما. ص 44: الصحيح أن الصلاة لا تدرك إلا بركعة. ص 45: يسقط الترتيب في قضاء الفوائت بالنسيان. ص 45: الصحيح أن ستر المنكبين أو أحدهما في الصلاة للرجل من باب تكميلها وتمامها، وأنه ليس بشرط، ولأن المنكب ليس بعورة فستره في الصلاة من باب تكميلها وهو قول الجمهور. ص 46: الصحيح أنه لو صلى في ثوب نجس ناسيًاً فصلاته صحيحة. ص46: الصحيح أن ستر المنكبين ليس بواجب. ص 48: الأصل أن الصلاة جائزة في جميع بقاع الأرض. ص 49: الصحيح أن المتنفل على راحلته لا يلزمه الاستقبال في الركوع أو السجود أو الإحرام. ص 50: الصحيح أن المصلي إذا عرض له في صلاته ما أوجب قلبها نفلًا أو انتقالًا من انفراد إلى إتمام وبالعكس ومن إمامةٍ إلى ائتمام أن ذلك كله جائز. ص 51: إذا خرج الإمام من صلاته لحدث فإن له أن يستخلف وإن صلوها فرادى جاز ذلك. ص 52: الصواب أن الكلام سهوًا لا يُبطل الصلاة. ص 55: الصواب أنه لا تشهُّد عقب سجود السهو. ص56: الصحيح أن سجدة (ص) لا تبطل الصلاة، وإذا سجد بها القارئ لأن سببها القراءة المتعلقة بالصلاة. ص68: الصواب أن الوقوف على يمين الإمام سنة مؤكدة، فتصح الصلاة على يساره. ص70: لم يثبت في صلاة المريض إلا حديث (يصلي المريض قائمًا فإن لم يستطع فقاعدًا)، وأما صلاته بطرفه وقلبه فلم تثبت. ص 73: الصحيح أنه لا يشترط نية الجمع ولا نية القصر. ص 74: الصحيح جواز الجمع إذا وُجد العذر، ولا يشترط الموالاة ولا النية. ص 76: الصواب أنه إذا صلى في الصف وحده لعُذرٍ جاز ذلك. ص 76: اشتراط أن يكون في الخطبة: الحمد لله والصلاة وعلى رسول الله، ثم قراءة آية (ليس على ذلك دليل). ص 78: الصواب أن صلاة العيد فرض عين. ص 78: الصواب استحباب استفتاح جميع الخط? بالحمد لله، لأنه لم يثبت غيره. ص 79: الصحيح في صلاة الكسوف حديث عائشة في (الصحيحين) أنه صلاةٌ في كل ركعة بركوعين وسجودين، وأما ما سواها من الصفات أنه وهمًا من الرواة كما قال ذلك أحمد والبخاري. ص80: الصواب جواز الصلاة على القبر ولو بعد شهر لأنه لم يرد فيه منع. ص 85: الصواب أن الإنسان إذا دفع الزكاة للوكيل، ودفع الوكيل الزكاة للمعطي أن ذلك يجزئ ولو لم ينو الوكيل بذلك. ص 85: الصواب جواز نقل الزكاة إلى بلد آخر لحاجة. ص 86: الصواب أنه إذا كان ليلة الثلاثين من شعبان فيها غيمٌ أو قترٌ أنه لا يجب صيام ذلك اليوم بل ولا يستحب. ص 86: الصواب أن المَطلع إذا اختلفت فلكل قوم رؤيتهم. ص 87: إذا علم الناس برؤية هلال رمضان نهارًاً لزمهم الإمساك قولًا واحدًاً، واختاره شيخ الإسلام عدم قضاء ذلك اليوم وهو قوي. ص 92: الصحيح عدم استحباب نية الاعتكاف لكل من دخل المسجد لعدم وروده. ص 100: الصواب أنه لا يحكم بإسلام أولاد أهل الذمة إذا مات أبويهم في دارنا. من كتاب: المختارات الجلية نقل الشيخ سلطان العمري.
تلاميذه: وقد أخذ عنه العلم خلق كثير يصعب حصرهم، منهم: 1- الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، خلف شيخه في إمامة الجامع بعنيزة، وفي التدريس والوعظ والخطابة. 2- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، عضو هيئة التمييز بالمنطقة الغربية. 3- الشيخ عبد العزيز بن محمد السلمان. 4- الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل. 5- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعدي، ابن الشيخ وكان ذا عناية بطبع مؤلفات والده.
من مصادر الترجمة:
- روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوداث السنين للشيخ محمد بن عثمان القاضي (219/1). - علماء نجد خلال ثمان قرون للشيخ عبد الله البسام (3/218). - مشاهير علماء نجد وغيرهم للشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ (ص 256). - مقدمة كتاب الرياض الناضرة لابن سعدي بقلم أحد تلاميذ الشيخ. - الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة، رسالة ماجستير إعداد د/عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد (من ص13 - 61).
رابط المادة: http://iswy.co/ev981
الكاتب:خالد سعد النجار المصري