الترهيب من الغلول والتشديد فيه، وما جاء فيمن ستر على غالّ

الترهيب من الغلول والتشديد فيه، وما جاء فيمن ستر على غالّ

اللفظ / العبارة' الترهيب من الغلول والتشديد فيه، وما جاء فيمن ستر على غالّ
متعلق اللفظ مسائل فقهية
الحكم الشرعي حرام
القسم المناهي العملية
Content

(١) [صحيح] عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال:

"كان على ثَقَلِ رسولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رجلٌ يقالُ له: (كَرْكِرَة) فماتَ، فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"هو في النارِ".

فذهبوا ينظرون إليه، فوجدوا عباءةً قد غَلَّها.

رواه البخاري، وقال: "قال ابن سلام: (كَركَرة) يعني بفتحهما".

(الثقل) محركاً: هو الغنيمة (١).

(وكركرة) ضبط بفتح الكافين، وبكسرهما، وهو أشهر.

و (الغلول) هو ما يأخذه أحد الغزاة من الغنيمة مختصاً به، ولا يحضره إلى أمير الجيش ليقسمه بين الغزاة، سواء قل أو كثر، وسواء كان الآخذ أميرَ الجيش أو أحدهم.

واختلف العلماء في الطعام والعلوفة ونحوهما اختلافاً كثيراً، ليس هذا موضع ذكره.

١٣٤٥ - (٢) [صحيح] وعن عبد الله بن شقيق:

أنه أخبرَه من سمعَ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو بـ (وادي القرى) (٢)، وجاء رجلٌ فقال: استشهدَ مولاك، أو قال: غلامك فلان. قال:"بل يُجرُّ إلى النارِ في عباءة غَلَّها".

رواه أحمد بإسناد صحيح. (١)

١٣٤٦ - (٣) [صحيح] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثني عمر قال:

لما كانَ يومُ خيبرَ أقبلَ نَفَرٌ من أصحابِ النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالوا: فلانٌ شهيدٌ، وفلانٌ شهيدٌ، وفلانٌ شهيدٌ، حتى مروا على رجلٍ فقالوا: فلانٌ شهيد.

فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"كلا، إِني رأيتُه في النارِ في بُردةٍ غَلَّها، أو في عباءةٍ غَلَّها".

ثم قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"يا ابن الخطابِ! اذهب فنادِ في الناس: إنه لا يدخلُ الجنةَ إلا المؤمنون".

رواه مسلم والترمذي وغيرهما.

١٣٤٧ - (٤) [صحيح] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قامَ فينا رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذاتَ يومٍ، فذكرَ الغُلُولَ فعظَّمَهُ، وعَظَّمَ أمرَهُ حتى قال:

"لا أُلفِيَنَّ أَحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ على رقبتِه بعيرٌ له رُغاءٌ، فيقولُ:

يا رسولَ الله! أغِثني، فأقول: لا أَملكُ لك شيئاً، قد أبلغتُكَ.

لا أُلفِيَنَّ أحدَكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرسٌ له حَمحَمةٌ، فيقول:

يا رسولَ الله! أغثني: فأقولُ: لا أملِك لك شيئاً، قد أبلغتُك.

(١) قلت: وهو كما قال، فإن جهالة الصحابي لا تضر، كما هو في (المصطلح) مقرر، وهو في "المسند" (٥/ ٣٢ - ٣٣ و ٧٥) من طريق عبد الرزاق، وهذا رواه في "المصنف" (٥/ ٢٤٢ - ٢٤٣)، وسائر رجاله ثقات رجال مسلم.(١) هذا التفسير خطأ واضح، بل عده الناجي (١٤٠/ ١) من طامات الكتاب! قال: "إنما هو كما قاله صواباً في "الحج" من حاشية "مختصره لمسلم": "الثقل: متاع السفر، والثقل: ضد الخفة". وغفل عن هذا الخطأ المعلقون الثلاثة! فأقروهٍ!

(٢) واد بين (تيماء) و (خيبر)، ويأتي قريباً سبب تسميته بذلك.

صحيح الترغيب والترهيب،ج:2ص:124ـ125.

Loading...