(الترهيب من تعليق التمائم والحروز).

(الترهيب من تعليق التمائم والحروز).

اللفظ / العبارة' (الترهيب من تعليق التمائم والحروز).
متعلق اللفظ مسائل عقدية.
الحكم الشرعي حرام
القسم المناهي العملية
Content

[صحيح] وعن عقبة [يعني ابن عامر] أيضاً:

أنَّه جاءَ في ركْبِ عَشْرَةٍ إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فبايع تِسْعَةً، وأمسكَ عَنْ رجلٍ منهم، فقالوا: ما شَأْنُه؟ فقال:

"إنَّ في عَضُدِه تَميمَةً"، فقطَّعَ الرجُلُ التَّميمَةَ، فبايَعهُ، رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قال:

"مَنْ عَلَّقَ فقد أَشْرَكَ".

رواه أحمد، والحاكم واللفظ له، ورواة أحمد ثقات.

(التميمة) يقال: إنها خرزة كانوا يعلقونها، يرون أنها تدفع عنهم الآفات، واعتقاد هذا الرأي جهل وضلالة، إذ لا مانع إلا الله، ولا دافع غيره. ذكره الخطابي.

٣٤٥٦ - (٢) [حسن لغيره] وعن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (١) قال:

دخلتُ على عبد الله بن عُكَيْمٍ [أبي معبد الجهني نعوده] وبه حُمْرةٌ (٢)، فقلتُ: ألا تُعَلِّقُ شيئاً؟ (٣).

فقال: الموت أقرب مِنْ ذلك، قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"مَنْ تعَلَّقَ شيئاً وُكِلَ إلَيْهِ".


(١) الأصل ومطبوعة الثلاثة: (عيسى بن حمزة)، والتصويب من الترمذي وكتب الرجال، وعزوه لأبي داود وهم كما بينته في "غاية المرام في تخريج الحلال والحرام" (٢٩٧)، وذكرت له فيه شاهداً من حديث الحسن البصري، وقد وصله بعض الضعفاء عن أبي هريرة مرفوعاً بأتم منه، وقد مضى في الكتاب الآخر (٢٣ - الأدب/ ٣٢).
(٢) هي داء من جنس الطواعين يعتري الناس، فيحمر موضعه ويرم.
(٣) الأصل: (تميمة)، وهو خطأ صححته من الترمذي، والطبراني (٢٢/ ٣٨٥ / ٩٦٠)، وفي الأصل أيضاً: (نعوذ بالله من ذلك)، ولم أره، والمثبت من الترمذي.رواه أبو داود، والترمذي؛ إلا أنَّه قال:

فقلْنا: ألا تُعلِّقُ شَيْئاً؟ فقال: الموتُ أقْربُ مِنْ ذلك.

وقال الترمذي: "لا نعرفه إلا من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى".

قال أبو سليمان الخطابي:

"والمنهي عنه من الرقى ما كان بغير لسان العرب، فلا يدرى ما هو؟ ولعله قد يدخله سحر أو كفر، فأما إذا كان مفهومَ المعنى، وكان فيه ذكر الله تعالى، فإنه مستحب متبّرك به. والله أعلم".

٣٤٥٧ - (٣) [صحيح] وعن ابن مسعود رضي الله عنه:

أنَّه دخَل على امْرأَتِه وفي عُنقِها شيءٌ مَعْقودٌ، فجذَبَهُ فقَطَّعه، ثم قال: لقد أصْبَح آلُ عبدِ الله أَغْنياء أنْ يُشرِكوا بالله ما لَمْ يُنزِّل بِهِ سُلْطاناً، ثم قال: سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:

"إنَّ الرُّقى والتَّمائِمَ والتِّولَةَ شِرْكٌ".

قالوا: يا أبا عبدِ الرحمن! هذه الرُّقَى والتمائم قد عَرْفناهُما؛ فما (التِّوَلَة)؟

قال: شيءٌ تَصْنَعُه النِساءُ يتَحبَّبْن إلى أزْواجِهِنَّ.

رواه ابن حبان في "صحيحه"، والحاكم باختصار عنه وقال:

"صحيح الإسناد"(١) (التِّوَلَةُ) بكسر المثناة فوق وبفتح الواو: شيء شبيه بالسحر أو من أنواعه، تفعله المرأة ليحبّبها إلى زوجها.

٣٤٥٨ - (٤) [صحيح موقوف] وعن عائشةَ رضي الله عنها قالَتْ:

ليسَ التميمَةُ ما يُعلَّقُ به بعدَ البَلاءِ، إنَّما التميمَةُ ما يُعَلَّقُ به قَبْلَ البَلاءِ.

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد".


(١) قلت: قد حققت صحته في "الصحيحة" (٢٩٧٢)، كما حققت ضعف رواية أخرى مطولة هي في الأصل قبل هذه، فكانت من حصة "ضعيف الترغيب"، وأما الثلاثة الجهلة، فسووا بين الروايتين، فقالوا في كل منهما: "حسن بشواهده"! رغم أن هذه صححها ابن حبان والحاكم، والذهبي أيضاً، كما أن الرواية الأخرى أعلها المؤلف بالجهالة، فحسنوها خبط عشواء (خبط لزق) كما يقولون في سوريا!

صحيح الترغيب والترهيب،ج:3،ص:348إلى350.


Loading...